بريد الوطن| خيركم خيركم لأهله

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| خيركم خيركم لأهله

بريد الوطن| خيركم خيركم لأهله

تذكرت قصة أحد الأصدقاء الذى ظل لسنوات يخفى دخله عن أسرته وأولاده بل إنهم عاشوا على الكفاف، وكان سعيداً بهذا الاكتناز وكان يرفض النصائح من الأصدقاء باستثمارها فى الأراضى أو العقارات ثم استجاب لصديق له وعزم على شراء قطعة أرض ذات قيمة كبيرة سيتم بيعها بعد فترة وجيزة بعشرة أضعاف ثمنها فى مشروعات استثمارية أكيدة، فى هذه المنطقة، وعندما فاز بها أحضر المبلغ الضخم على مضض وتوجه مباشرة إلى الهيئة المعنية فقاموا بتأجيل السداد لأسباب إدارية فعاد بالمبلغ الضخم وكأنه يحمل أوزاراً، يريد أن يخبئه فى مكان ما حتى يعيد توريده وبالطبع لن يذهب إلى منزله لأنه يخفى عن زوجته وأولاده ما يملكه من أموال وفكر فى أبيه الطاعن فى السن الذى يعيش بمفرده منذ سنوات وتوجه على الفور بحقيبة أمواله وزعم أن فيها ملابسه وأنه سيقيم معه. وفى الصباح لم يجد أباه فقفز إلى الحقيبة فلم يجدها! فصار يبحث كالمجنون فى الشقة فلم يجدها فاتصل بأبيه يسأله عن الحقيبة فلم يرد عليه وجاءت شقيقته لتزور أباها فسألها عن مكان الأب فقالت له، بابا عنده ألزهايمر وقد يختفى بالشهور ولا يرجع إلا إذا تعرف بعض المعارف أو الجيران عليه، فنزل مهرولاً يبحث عن أبيه فى كل مكان ويسأل صديقه الذى أخبر زوجته فى الوقت نفسه عن المبلغ الذى كان يخفيه فأسقط فى يدَيها وعقدت العزم على طلب الطلاق وأن ترفع قضية للإنفاق عليها وعلى الأسرة بما يتناسب مع الدخل الهائل وندمت ندماً شديداً على حياتها، وما زال حديث جارى بالمقعد يفند فنون (التحويش) فقاطعته: ربنا سبحانه وتعالى يعينك ويوسع رزقك ولو معاك ما تبخلش على عيالك يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّى إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا} (الإسراء: 100). وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى.

                                                            أحمد حمزة نمير

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة