بريد الوطن| أضغاث أحلام على حافة الرحيل

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| أضغاث أحلام على حافة الرحيل

بريد الوطن| أضغاث أحلام على حافة الرحيل

كانت الأوراق وأغراض أخرى منتشرة على الأرض فى فوضى عارمة، وقفتُ فى حيرة شديدة مفكراً فى تنظيف الغرفة، بدأت أجمع الأوراق من على الأرض، فوقعت عينى على تذكرة سفر من بين الأوراق، شعرتُ بالبرودة وهى تتسلل إلى جميع أطرافى عندما قرأت التاريخ المدون على التذكرة، إنه تاريخ سفرى ورحيلى إلى الغربة، جلستُ على طرف السرير أغمضت عينى وتذكرت.

كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً، دق المنبه لإيقاظى، فقد حان الموعد للذهاب إلى المطار، لم أكن بحاجة إلى المنبه، كنت طوال الليل أهيئ لنفسى حلماً جميلاً، تزعجنى بعض الأفكار التى أتخيلها عن السفر والغربة، أفكر فى أمنياتى التى ما تحققت أبداً، وكثرة الازدحام فى رأسى، ولكن أعلم جيداً أن أحلامى من حقى ويوماً ستتحقق. انتهت الأيام الدافئة فى أحضان العائلة والوطن، لملمت أغراضى داخل حقيبة، وأصبحت جاهزاً للسفر، أمى تشيخ بشموخ شجرة من حولها الأزهار، وأبى لديه أسئلة ساكتة تجول فى خاطره وسلكت طريقى إلى ساحة الوداع واللقاء، إلى المطار. وفجأة عدت إلى طرقاتى التى كنت أسلكها فى قريتى الصغيرة، الشوارع والطرقات، ذاتها، بأشجارها العارية، ودموع المطر، عناويننا فقط، هى التى تغيرت، ملامحنا فقط، هى التى تغيرت، أمشى تارة، وأقف تارة، عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً، لم تشرق الشمس بعد، فمنذ الصباح تحجبها الغيوم، بعد دقائق قليلة ظهر قرص الشمس، فى قرص الشمس كنت أرى حبيبتى من ملكات العهد القديم، هى ترى نفسها قريبة الشبه من الملكة إيزيس، لم تنطق باسمى على شفتيها منذ زمن، سمعتها تنادى علىّ مرات فى نهاية الطريق، وصلت إلى دارى وقد تصدعت الجدران، استندت على الحائط، وجلت بنظرى إلى كل أنحاء الدار، أستعيد ذكرياتى، ليالى طويلة مصحوبة بدموع الفرح ودموع الفراق. كان هذا أضغاث أحلام.

                                                              عمرو أبوالعطا

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة