بريد الوطن| مصر وسياسات البولوتيكا لصندوق النقد الدولى
بريد الوطن| مصر وسياسات البولوتيكا لصندوق النقد الدولى
مع قرض صندوق النقد الدولى بمصر بقيمة 12 مليار دولار، أصبحنا نعيش زمن جنون ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى، وارتفاع الأسعار لكل السلع والخدمات، والقفزات المجنونة بصورة لم يسبق لها مثيل، وحينما كان سعر الدولار يقترب من الجنيه الواحد فى بداية الثمانينات، كانت الأسئلة وطلبات الإحاطة تتكدس أمام وزير الاقتصاد، لما تحدثه هذه الزيادة الخطيرة من آثار سلبية على الاقتصاد القومى، وتكلفة السلعة فى الداخل، وكنا أيامها نقول هل يعقل أن الدولار يساوى جنيهاً مصرياً؟ وكان الارتفاع يمثل قفزة خطيرة، تنعكس آثارها على أسعار كل السلع المستوردة والمحلية فى آن واحد، ومع زمن تعويم الجنيه المصرى، وصل الدولار لنحو 17٫75 جنيه، بل فى هذا الزمن وصلت مصر لحجم ديون داخلية بنحو 3025 مليار جنيه، وديون خارجية 79 مليار دولار، وتلك الموجة المتزايدة من الديون يسعد بها الصندوق لتسويق سياساته وأفكاره، ومصر مع صندوق النقد الدولى منذ عام 1987 حكايتها حكاية، وتتناسى أن الصندوق لا يقيم وزناً لاعتبارات اجتماعية ومصالح محدودى ومتوسطى الدخل، ومصر وبلدان العالم النامى بفشل سياساتهم يرون الصندوق أكثر رفقاً بالبلدان والشعوب، والصندوق أدخل مصر مع الديون الخارجية لنادى باريس، سواء بحالة عفوية أو بحسن نية، إلى إغراقها بالديون الخارجية، ولم تطور مصر بعدها الاقتصاد أو تطور حياة مواطنيها، منذ زمن الانفتاح الاستهلاكى الساداتى عام 1975، وكانت سياسات الانفتاح الاستهلاكى سياسة منفلتة، وحولت مصر من دولة منتجة أو شبه منتجة إلى دولة مستهلكة بأوسع معانى الاستهلاك.
يحيى السيد النجار
كاتب وباحث
(دمياط)
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
