بريد الوطن| الرقابة الإدارية والضمائر الفاسدة

بريد الوطن| الرقابة الإدارية والضمائر الفاسدة
يوماً بعد يوم تطالعنا الأخبار عن قيام هيئة الرقابة الإدارية بالتمكن من الإيقاع بقضية من قضايا الفساد، كل يوم نشعر بعظمة الجهد الذى يعمل به رجال الرقابة، وفى صمت وتمكنهم من الإيقاع بقضايا كنا لا نسمع عنها وإذا سمعنا كان على سبيل الحلم أن تصدق أنه بالإمكان أن يقع هؤلاء الأشخاص فى قبضة العدالة، لأنهم وبلغتنا (عضمة جامدة ومسنودين»، ولكن وجدنا وفى هذا العصر أنه تحقق المستحيل، ولم يعد هناك كبير بل أصبح هناك مسئول ومسئولية وحدود لتلك المسئولية، وإذا تخطى هذه المسئولية وجد نفسه محاطاً برجال الرقابة الإدارية ليصبح بعدها رقماً فى سجل الذين يحاكمون بتهمة الفساد، والفساد زراعة من الزراعات القديمة منذ القدم وحتى الآن، وله بذوره وسقياه التى ينمو من خلالها من جملة هذه الموارد وأشدها هى السند لهذا الفساد، وهذا السند ربما يأتى من سلطة أكبر تحتضن هذا الفساد وتحول دون الاقتراب منه، وعندما كانت تتمكن الأجهزة الرقابية من الإمساك به كانت الأوامر تأتى من أعلى بالابتعاد وترك الموضوع كله برمته، وهناك شرفاء دفعوا مواقعهم ثمناً لقيامهم بأعمالهم، وهذه إجابتى لمن يسأل عن سبب نشاط هذه الأجهزه الآن، لأنه لم يعد هناك سند لهذا الفساد ولم يعد هناك راع رسمى له، وإن كان هذا الفساد لن ينتهى بين يوم وليلة ولن يقضى عليه إلا إذا أصبح لدينا قوانين تحترم، يحاكم فيها الكبير قبل الصغير، والأمير قبل الغفير، وأن تراعى العدالة الاجتماعية بين كل أفراد منظومة العمل، وكفانا ما صنعه الظلم الإدارى وما أحدثه من فجوة بين ما يتقاضاه المسئول الكبير، وما يقتاته الموظف الصغير، هى منظومة مطلوب من الإدارة العليا تطبيقها على كافة نواحى الإدارة فى مصر، وتوفير العدالة الاجتماعية لكل أفرادها، ساعتها ستكون رقابة الضمير هى الأهم من كل أجهزة الرقابة.
محمد الطرابيلى - المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان
البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com