«عبدالله» غادر اليمن بسبب الدمار: «مش باقى غير شوية ذكريات»

«عبدالله» غادر اليمن بسبب الدمار: «مش باقى غير شوية ذكريات»
- الحياة الكريمة
- الظروف المعيشية
- العاصمة صنعاء
- المملكة العربية السعودية
- اليمن السعيد
- خارج البلاد
- اليمن
- لاجئ
- الحياة الكريمة
- الظروف المعيشية
- العاصمة صنعاء
- المملكة العربية السعودية
- اليمن السعيد
- خارج البلاد
- اليمن
- لاجئ
بعد عام واحد من زواجه وجد نفسه مضطراً للسفر خارج البلاد، فالأوضاع المضطربة داخل اليمن أصبحت لا تساعده على مواصلة العيش، لم يخطط لقراره مسبقاً لكنه اتفق مع زوجته التى أيدته فى ضرورة اتخاذ تلك الخطوة خاصة بعد فقدان عمله فى أحد المصانع، اصطحب عبدالله زوجته وسافرا إلى السعودية وهناك وصل طفلهما الأول بعد 5 أشهر من السفر، يقول: «كنت أتمنى أن يرزقنى الله بطفلى الأول وأنا على أرضى فى اليمن، لكنه ولد خارج أرضه بسبب الحرب، عندما يكبر سأخبره أن الأوضاع فى اليمن هى التى دفعت والده للرحيل».
لا تزال عائلة عبدالله تقيم فى اليمن، تحديداً فى العاصمة صنعاء، ويحافظ على تواصله معهم من خلال التواصل عبر الإنترنت، يشير إلى أن والدته التى تبلغ الستين عاماً بكت عندما رأت حفيدها عبر كاميرا الكمبيوتر، وتطلب منه بصفة مستمرة أن يعود إلى اليمن فى زيارة كى ترى المولود الجديد، يضيف: «أكتر حاجة أثرت فى والدتى هو ابنى اللى وصل الدنيا بعد سفرنا بكام شهر، كانت تتمنى أن يولد بين يدها لكن الله ما شاء بذلك، سأحاول العودة فى أول فرصة كى تحمل الولد»، يعمل حالياً فى إحدى شركات الأغذية بالمملكة العربية السعودية، ويحصل على أجر مناسب يساعده على الحياة الكريمة، ويخصص جزءاً من راتبه ليرسله إلى عائلته فى اليمن بسبب الظروف المعيشية الصعبة التى تعانى منها: «أهلى يعانون حياة صعبة، والظروف المادية قاسية، وبالتالى فى حاجة إلى مساعدتى دائماً، وأحاول أن أفعل ما بوسعى من أجلهم».
{long_qoute_1}
لم يكن عبدالله وحده الذى اضطر للسفر خارج اليمن بعد نشوب الاشتباكات وتطور الأحداث بهذا الشكل الصعب، فكثيرون غيره اتخذوا القرار نفسه، من بينهم «سعيد» جاره فى المملكة العربية السعودية الذى سبقه بأشهر قليلة بسبب ظروف مشابهة، يحكى عنه قائلاً: «سعيد أصبح أهم صديق لى فى السعودية، وهو اضطر للسفر مثلى، ربما لو كانت ظروفنا جيدة فى اليمن ما احتجنا للسفر، وما عرف كل منا الآخر»، يوضح أنهما يقضيان أوقات فراغهما معاً، خاصة بعد أن تعارفت أسرتاهما، ويتبادلان معاً ذكريات كل منهما فى «اليمن السعيد» قبل الحرب، يصف تلك الذكريات بأنها «الشىء الجميل» الذى يتذكرانه من الماضى، قبل أن تتداعى الأحداث وتتصاعد ويضطر كثير من أبناء اليمن إلى اللجوء خارج البلاد، يضيف: «مش باقى لى من بلدى غير شوية ذكريات أحكيها وأتحدث عنها».
{long_qoute_2}
يشعر «عبدالله» بالحزن الشديد بسبب الدمار الذى تعرضت له بلاده، ويتمنى لو تستطيع أن تتجاوز ما تشهده حالياً فى أقرب فرصة ممكنة من أجل مستقبل أفضل، ليس له ولكن لطفله الذى لم يكمل عامه الأول بعد، يقول عنه: «أتمنى أن يكبر ابنى فيرى اليمن فى أحسن حال، ويعود للعيش هناك بجوار أهله وبين أبناء وطنه، لا يعيش فى بلد آخر، حتى لو كان بلداً عربياً شقيقاً».