"سمن كلبك يأكلك".. مثل قيل لـ"لقيط" أحسن إليه "الحماني" فغرر بابنته

كتب: صفية النجار

"سمن كلبك يأكلك".. مثل قيل لـ"لقيط" أحسن إليه "الحماني" فغرر بابنته

"سمن كلبك يأكلك".. مثل قيل لـ"لقيط" أحسن إليه "الحماني" فغرر بابنته

"سمن كلبك يأكلك"، مقولة دارجة تقال عندما تحسن لشخص وتقربه منك ثم تجده يرد الجميل بشكل عكسي، ولهذه المقولة أصل عند العرب، ذكرهه كتاب "المنتقى من أمثال العرب".  

فأول من قال ذلك هو حازم بن المنذر الحماني عندما مر بمحلة همدان فوجد طفلا صغيرا ملفوف فى ثياب سيئة، فأخذه وحمله على نافته حتى أتى به إلى منزله وطلب من جارية من جواريه أن ترضعه، فأرضعته حتى كبر وأصبح راشدًا فسماه "جحيشًا" وجعله راعيًا لغنمه، وكان صاحب حسن وجمال ولكنه كان متكبرا فخورا بنفسه وكان يقول "إني جحيش معشرى همدان ولست عبدًا لبني حمان"، وكان دائم التغني بهذه الكلمات.

وكان لحازم بن المنذر فتاة تدعى رعوم هويت الغلام وهويها، فتبعته ذات يوم إلى المكان الذي تأكل فيه الغنم، فتكأ على الشجرة وسرح بخياله وأخذ ينشد لها شعرًا عن أصله الذي يمنعه من حبها فشتان بينه وبينها فقال لها "يا حبذا ربيبتي نعوم، وحبذا منطقها الرخيم، وريح ما يأتي بها النسيم إني بها مكلف أهيم، لو تعلمين العلم يا رعوم أني من همدانها صميم".

فلما سمعت رعوم شعره ازدادت رغبتها له وإعجابها به، فدنت منه وهي تقول "طار إليكم عرضاً فؤادي، وقل من ذكراكم رقادى، وقد جفى جنبي عن الوساد، أبيت قد حالفني سهادي"، وجلسا تحت الشجرة وقت طويل، وكانا يذهبان إلى الشجرة معاً بصفة مستمرة.

وذات يوم لم يجدها والدها في المنزل، وفطن لما تفعله فكان يرصد خطواتها، وعندما خرجت من المنزل تتبعها إلى أن وجدهما معاً، فلما رأهما قال "سمن كلبك يأكلك"، فصار مثلاً، وشد على جحيش بالسيف فأفلت منه ولحق بقومه همدان، وانصرف حازم إلى ابنته يقول "موت الحرة خير من العرة" وأحاط يده برقبتها حتى اختنقت وماتت فقال حازم: "هان على الثكل لسوء الفعل".

وهناك رواية أخرى للمثل تقول أن رجلاً من طسم ربط كلبه وكان يسمنه ويطعمه رجاء أن يصيد به، فلم يطعمه يوماً فعندما دخل على الكلب وثب عليه وافترسه.                   


مواضيع متعلقة