"الأزهر": لا يصح وصف الاعتداء على الكنائس بالجهاد

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

"الأزهر": لا يصح وصف الاعتداء على الكنائس بالجهاد

"الأزهر": لا يصح وصف الاعتداء على الكنائس بالجهاد

قال الأزهر الشريف، إن الاعتداء على الكنائس ومن فيها أمور محرمة في الإسلام.

وأضاف الأزهر، في فتوى للمرصد، أن الاعتداء على دور العبادة وقتل من فيها فساد في الأرض مخالف لما جاء به الإسلام، وحكمه حرام شرعًا بل إن هذه الأفعال بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، كما أن الشريعة الإسلامية أمرت بالمحافظة على الضرورات الخمس التي أجمعت كل الملل علي وجوب المحافظة عليها، وهي: "الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال"، فالأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة، وإن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، فقد قال تعالى "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

وأكد لا يصح شرعًا أن توصف مثل هذه الأعمال العدوانية بالجهاد، فإن الجهاد في الإسلام قد شُرع لرفع الطغيان ودفع العدوان، فقد قال الحق جل وعلا " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " ، وقال تعالى أيضًا " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا".

وأوضح أن الإسلام الحنيف كفل لأهل الكتاب الحرية في ممارسة شعائرهم، فلا تهدم كنائسهم، ولا تكسر صلبانهم، بل تحفظ عليهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويُتركوا وما يدينون، ومما يدل على هذا ما جاء في كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأهل نجران "لنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبًا عن رهبانيته"، ومن ذلك أيضًا ما كتبه رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أهل أَيْلَةَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُوحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ، وَلِسَيَّارَتِهِمْ وَلِبَحْرِهِمْ وَلِبَرِّهِمْ، ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ كُلِّ مَارِّ النَّاسِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ"[الأموال لأبي عبيد: كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ أَيْلَةَ]. وآلاف الصفحات من التاريخ تدل على هذا، فدين الإسلام دين الرحمة والانسانية والسلام؛ ولما سبق يتبين بلا ريب أن الإسلام برئ من كل اعتداء ينسب إليه زورًا وبهتانًا.


مواضيع متعلقة