الأب الروحى لـ«الروم الأرثوذكس» فى «رام الله»: قرار «ترامب» بشأن «القدس» سيذهب إلى «مزبلة التاريخ»

الأب الروحى لـ«الروم الأرثوذكس» فى «رام الله»: قرار «ترامب» بشأن «القدس» سيذهب إلى «مزبلة التاريخ»

الأب الروحى لـ«الروم الأرثوذكس» فى «رام الله»: قرار «ترامب» بشأن «القدس» سيذهب إلى «مزبلة التاريخ»

قال الأب الروحى للروم الأرثوذكس فى محافظة «رام الله والبيرة»، رئيس «دير التجلى»، الأرشمندريت إلياس عواد: «إن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس سيذهب إلى مزبلة التاريخ»، وهو القرار الذى يعترف بـ«القدس المحتلة» عاصمة لإسرائيل، وأوعز بنقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى «القدس». وأضاف الأب «عواد»، الذى التقته «الوطن» على هامش مشاركته فى «المؤتمر الشعبى العربى» الذى انعقدت أعماله فى تونس تحت شعار «القدس لنا»، أن «رد الفعل العربى على القرار الأمريكى كان ضعيفاً».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

ما قراءتك لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن «القدس» ونقل السفارة؟

- هذا قرار نرفضه جملة وتفصيلاً، لأن «القدس» هى عاصمة دولتنا الفلسطينية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وتاريخها الممتد من أيام السيد المسيح وقبل السيد المسيح بآلاف السنوات ومروراً بالعهدة العمرية التى جسدت الوحدة بين المسلمين والمسيحيين فى «القدس»، اليوم فى مدينة «القدس» فى كل شارع وكل بيت وكل مكان تمر به ترى معالمها العربية والإسلامية والمسيحية، فهذا قرار مرفوض، وسيُلقى فى مزابل التاريخ ولن يمرر وستبقى «القدس» عاصمة دولتنا الفلسطينية الأبدية وستبقى عربية كما هى بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وما انعكاسات هذا القرار الأمريكى الظالم على الأرض فى «القدس»؟

- دولة فلسطين بالقيادة والحكومة تعمل ليلاً ونهاراً على الحفاظ على الطابع العربى فى مدينة «القدس» وعدم تهويدها، لأن الاحتلال يحاول دائماً تهويد مدينة «القدس» بتغيير ملامحها ومعالمها، بتغيير أسماء شوارعها وبيوتها وأماكنها وأسواقها، ولكن أهل مدينة «القدس» يتصدون لكل هذه المحاولات، مثلما تصدوا فى الصيف قبل أشهر وبالتحديد فى 14 يوليو لمحاولة الاحتلال وضع بوابات إلكترونية على أبواب «المسجد الأقصى المبارك»، فالمقدسيون وشعبنا الفلسطينى دوماً يحاولون الحفاظ على عروبة مدينة «القدس» ومستمرون فى الحفاظ على عروبة مدينة «القدس».

لو تعطينا صوراً مما يجرى على أرض الواقع فيما يتعلق بمقاومة قرار الرئيس الأمريكى والاحتلال..

- الشعب الفلسطينى كله انتفض، خرجوا فى «القدس» وكل المدن الفلسطينية والشوارع، ونرى تراجعاً فى الإدارة الأمريكية، نعيش انتفاضة للحفاظ على عروبة المدينة المقدسة، وأيضاً الاحتلال أخذ بعين الاعتبار هذه الانتفاضة والهبة الشعبية ضد القرار الأمريكى، وأخذ الاحتلال كل هذا بعين الجدية، لأن الشعب الفلسطينى لا يقبل التنازل عن «القدس» أو تهويدها أو التنازل عن أى شبر من فلسطين فى مدينة «القدس»، وأيضاً على مستقبل شعبه وقضية فلسطين، وأهم شىء فى مستقبل قضية فلسطين هى قضية «القدس».

ولماذا برأيك اختار «ترامب» هذا القرار الخطير؟

- دوماً يسعون لإخراج بعض الرؤساء من الأزمات عبر هذه القرارات، نحن نرى أن الإدارة الأمريكية الآن فى مأزق ونرى أيضاً أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى فى مأزق، هذا أسلوب لإخراج هذه الحكومات من المأزق الانتخابى أو الشعبى الذى يواجهونه على حساب القضية الفلسطينية، فيختارون هذه الأوقات والقرارات.

{long_qoute_2}

لكن، ألا يرتبط القرار بحالة الضعف العربى الحالية الناتجة عن الاضطرابات وموجة الإرهاب التى تواجهها؟

- بلا شك أن الخلافات العربية تساعد فى تهيئة الأجواء لقرارات كهذه، ولكن لا يوجد اختلافات عربية كبيرة أو انشقاقات، ولكن دوماً التوقيت بالنسبة لهم يكون إنقاذاً لهم من المشاكل التى يواجهونها، ولمواجهة انقساماتهم الحزبية والسياسية، وليس مرتبطاً بالدول العربية.

ما رأيك فى ردود الفعل على قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة على المستوى الرسمى العربى؟

- على المستوى الرسمى الحقيقة ضعيف، كنا ننتظر رد فعل أقوى من الحكومات والدول العربية فيما يتعلق بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بـ«القدس» عاصمة للاحتلال ونقل السفارة، فنطلب من الدول العربية رداً قوياً وتضامناً أقوى من الموجود والحالى، وفعل شىء على أرض الواقع لكى تتراجع الإدارة الأمريكية عن رأيها هذا.

وما برأيك الرد الذى يكون بالنسبة لك عملياً وقوياً من الدول العربية ضد قرار الاعتراف؟

- نأمل من الدول العربية أن تتخذ بعض القرارات الجدية والفعلية والحازمة تجعل الإدارة الأمريكية تتراجع عن قرارها.

وما التحركات التى تعمل عليها القيادة الفلسطينية ضد ذلك القرار؟

- القيادة الفلسطينية لمدة أسبوع ليلاً ونهاراً تعمل على مدار ساعات اليوم للتواصل مع دول العالم أجمع للضغط على الإدارة الأمريكية، والعالم أجمع يتضامن مع قضيتنا، وسنعمل مع العالم ومع الشعوب الحرة للتضامن وإلغاء هذا القرار، فالقيادة الفلسطينية مستمرة فى العمل على هذا الأمر.

وهل من الممكن أن تتراجع إدارة «ترامب» عن قرارها أم أن الأمور انتهت؟

- بالطبع من الممكن، إذا وجدت الإدارة الأمريكية قرارات حاسمة وحازمة وموحدة ضد القرار، خاصة عندما يكون هناك ضغط عربى وإجماع عربى فى الفترة المقبلة.

هل يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا فى دولة واحدة مع الاحتلال أو حل الدولة الواحدة؟

- الفلسطينيون يعيشون فى كل المدن الفلسطينية وفى الداخل وفى الخارج، فلا يستطيع الفلسطينيون أن يتخلوا عن شبر واحد من كل فلسطين، فهى ساكنة فى القلب ودولتنا فى القلب، وبالنسبة لنا كل فلسطين لنا، ونحن نواصل الصمود فى مواجهة الاحتلال لاسترداد الحقوق التى يراد سلبها منا بكل تبجح.

فيما يتعلق بإجراءات المصالحة الفلسطينية، كيف يساعد قرار «ترامب» على دفع عملية المصالحة الفلسطينية قُدماً؟

- نحن مستمرون فى جهودنا لإنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإن شاء الله ستنجح المصالحة الفلسطينية، لكى نتقدم الخطوة الأولى وهى مقاومة الاحتلال ودحر الاحتلال عن فلسطين ونحن صف واحد.


مواضيع متعلقة