حكاية اختراع| صناعة صينية بدأت بأسطوانة خشبية.. قصة ابتكار "المكواة"

كتب: كريم عثمان

حكاية اختراع| صناعة صينية بدأت بأسطوانة خشبية.. قصة ابتكار "المكواة"

حكاية اختراع| صناعة صينية بدأت بأسطوانة خشبية.. قصة ابتكار "المكواة"

"ماذا لو لم توجد المكواة في حياتنا؟" سؤال يخطر على بال البعض، بعد أن أصبحت المكواة جزءا رئيسيا في حياة الكثيرين، نظرًا لاهتمام الجميع بالمظهر الخارجي وأناقة الملابس وأن يكون شكلها مفرود بانسيابية، ما جعلها اختراع هام للغاية، وعنصر أساسي في المنزل لا غنى عنه.

الفكرة بدأت عندما كان الأشخاص يفردون ملابسهم عن طريق رش المجعد منها بالماء ثم الضغط عليه بواسطة أسطوانة خشبية لمدة طويلة، حتى يتمكن الضغط والماء من فرد الملابس المجعدة.

تطور أسلوب الكي وتم استبدال الأسطوانة الخشبية بعلبة من الحديد الثقيل ذات اليد الحديدية، بحيث يوضع فحم مشتعل بداخل علبة موجودة بالمكواة، وهو ما يؤدي لتولد حرارة في السطح الحديدي بالأسفل، مساهمة في عملية كي الملابس المنكمشة.

في القرن الرابع ابتكر الصينيون تلك المكوة التي تعمل بالفحم، قبل أن تستبدل الهند الفحم باستعمال قشر جوز الهند المحروق، كما شاع استعمالها في أوروبا، التي طورت الفكرة إلى المكواة الحجرية، حيث يتم تسخينها مباشرة على النار، ثم يتم كي الملابس بها، وتعاد الكرة مرارًا وتكرارًا  حتى تكتسب المكواة الحرارة المطلوبة.

وفي خطوة كانت بمثابة النقلة في مجال صناعة المكواة بالقرن السابع عشر، ابتكرت أوروبا المكواة الضاغطة، والتي تتكون من قطعتين معدنهما الحديد توضع الملابس بينهما، ويتم فرد الملابس بين قطعتي الحديد بالضغط.

 

قاعة المكواة أخذت في التطور، حيث تم صنع المكواة ذات القاعدة الزجاجية، وبعدها صنعت شكلًا آخر بقاعدة رخامية، إلا أن قامت هولندا باختراع المكواة المسطحة، والتي كانت تتسم بثقل وزنها، حيث كانت تزن حولي 6 كيلو جرام.

ظلت المكواة ذات القاعدة المسطحة تستخدم إلى أن اخترع هنري سيلي المكواة الكهربائية، والتي اعتمدت على التيار الكهربي لتوليد الحرارة.

وفي يونيو 1882، سجل "سيلي" براءة اختراع المكواة، ولأنه غير واثق من رواج مكواة الكهرباء بدلا من مكواة البخار، تنازل عن ثلثي مستحقاته من براءة الاختراع لمحامي توماس إيديسون.

وفي خطوة لتطوير فكرة المكواة الكهربائية عام 1920، اخترعت مكواة كهربائية مزودة بالترموستات، وهو منظم لدرجة الحرارة يسهل من خلاله التحكم في درجة حرارة المكواة، ويمكن لدرجة الحرارة أن تكون بالأرقام أو بالنقاط، حيث كلما كثرت عدد النقاط، معناها زيادة معدل درجة حرارة المكواة.

الصدأ كان أحد عيوب المكواة، لذا زودت المكواة الكهربائية عام 1930 بقاعدة غير قابلة للصدأ، من الكروم أو الإستانليس ستيل، واخترع توماس سيرس مكواة البخار التي توجد بها فتحات صغيرة أسفل المكواة وفي القاعدة الحديدية يتم دفع بخار الماء من خلالها.


مواضيع متعلقة