رغم ظهور البخار.. "الألفي" يحتفظ بـ"مكواة الرجل": "ليها زباينها"

05:47 م | الخميس 23 نوفمبر 2017

"دي موضة وقدمت"، يبتسم الشاب أمام ذلك التعليق، الذي سمعه أكثر من مرة من زبائنه، لكنه لم يغير تصميم المحل ولا أدواته، فـ"مكواة الرجل" ما تزال تتصدر محله الصغير ذو الـ110 عاما، رغم اختفائها من كثير من محلات الكي، وتفاديا للتعليق وللتماشي مع التطور، اشترى "أحمد الألفي" ماكينة كي بالبخار، دون أن يتخلى عن مكواة القدم التي ما تزال مطلوبة لعدد من الزبائن.

من المنيا إلى القاهرة، تحركت أسرة الألفي منذ عشرات السنين، ولخبرتها الطويلة في الكى، فتحت أكثر من محل، بعضها في وسط البلد، والآخر في منطقة الجمالية، ولأن العائلة كلها تتعلم المهنة فكان لزاما على أحمد منذ 30 عاما مضت أن يتعلمها: "كان عندي 9 سنين أول مرة اتعلمتها، والدي كان بيعلمني كل حاجة وده اللي خلاني أسيب التعليم".

يحكي أحمد، ذو الـ39 عاما، وهو يحرك قدمه على المكواة، التي تزن أكثر من 26 كجم، وما تزال في مواجهة المحل الذي يستقر بشارع حبس الرهبة في الجمالية: "مرضتش أغيرها وأشيلها من المكان، لإن ده ورثنا من أسرتنا، اللي كلهم اشتغلوا بالمكوة الرجل، وأبويا سابهالي من 25 سنة لما مات".

الجبة الصوفية لمشايخ الأزهر من أئمة المساجد، والعباءات القديمة، أبرز الملابس التي يقوم أحمد بكيها، ويأتي له زبائن من أماكن مختلفة خصيصا من أجل مكواة القدم: "الصوف بيبقى رخم على المكواة البخار، وعشان إحنا بقالنا سنوات هنا فالناس عارفانا، وبيجيلي مشايخ جوامع، وكبار المنطقة والمعلمين، ومع دخلة الشتاء الشغل بيزيد"، قالها أحمد وهو يشعل النار ويضع فوقها المكواة استعدادا لكي عباءة، بينما كانت واحدة أخرى تحت قدمه، فالعمل يقتضى أن تكون هناك اثنتان منها داخل المحل: "عشان واحدة أكوي بيها، وواحدة تبقى على النار بتسخن".

مكواة بالبخار تستقر في آخر المحل، أصبح الشاب يعتمد عليها مؤخرا، لسهولتها في كي الأقمصة والبناطيل، ورغم ذلك فهو يعتبرها ثانوية في محله: "الأساس والأصل في مكواة الرجل، دي جبتها عشان تسهل معايا الأمور مش أكتر"، ثم فائدة أخرى لمكواة القدم التي ما يزال الشاب يحتفظ بها، تظهر مع انقطاع الكهرباء: "ساعتها المكوجية بيعطلوا وأنا بشتغل".