«سالمان بيحب مكواة رجل»: «51 سنة ما فارقناش بعض.. بنكوى بعض»

«سالمان بيحب مكواة رجل»: «51 سنة ما فارقناش بعض.. بنكوى بعض»
يشعل موقد الغاز. يضع «مكواة الرجل» فوق الموقد. يسمع طقطقة خفيفة، بما يعنى أن «المكواة» أصبحت جاهزة للعمل. يبدأ عم «جمال سالمان» -67 عاماً- عمله فى كى الملابس متجاهلاً ظهور أشكال وأنواع حديثة تعمل بالبخار. لا أحد فى قرية «أولاد حمزة» بسوهاج، يجهل «سالمان»، الرجل الذى قضى 51 عاماً فى مهنة ورثها عن والده، لم يشعر يوماً بالتعب ولا الملل، إذ ليس بوسعه سوى السعى وراء لقمة العيش وإلا طحنته الحياة، بدأ رحلته فى الشقاء منذ أن كان عمره 16 عاماً، علمه أبوه الصنعة ثم فارق الحياة. واجه «سالمان» صعوبات كثيرة فى بداية عمله، مرة يحرق «جلابية» وأخرى تتبدل الملابس مع الزبائن.. وبمرور الوقت تلافى هذه الأخطاء ونشأت بينه وبين المكواة قصة حب، كونها المكواة التى ورثها عن والده، حتى الطاولة لم يغيرها: «عدة المكوة اشتراها أبويا بـ3 جنيه وفضلت زى ما هى، وأنا محافظ عليها».
تزوج الرجل الستينى فى بداية حياته من عرق جبينه وكان فى الثلاثين من عمره. عندما كان يبحث عن عروسة كانت نظرات فتيات القرية تطارده لأنه محط إعجاب الجميع: «صنايعى وكسيب. اتجوزت بنت حلال. خلفت 6 صبيان. اتجوز منهم اتنين وباستعد لتجهيز الباقين». ومع التطور التكنولوجى وصلت إلى «عم سالمان» عروض من أصحاب شركات لتجديد محله ليصبح الكى بالبخار.. لكنه رفض. عندما يضع «عم سالمان» يده على مقبض مكواة الرجل وقدمه فوقها يجد نفسه فى عالم آخر لا يمكن أن يشعر به مع المعدات الحديثة. لن يترك مهنته مهما حدث -يقول بإصرار وعناد- رغم أن أولاده يطالبونه بالتوقف ليستريح بعد هذا المشوار الطويل: «مش هسيب المكوة إلا لما أموت».