ما هي "صفقة القرن" التي يسعى "ترامب" لتنفيذها؟

ما هي "صفقة القرن" التي يسعى "ترامب" لتنفيذها؟
رغم تعاقب العديد من الرؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، وصدور القرار من الكونجرس منذ 22 عاما، بنقل السفارة الأمريكية للقدس، إلا أن الرئيس دونالد ترامب هو أول من قرر تنفيذ ذلك الأمر فعليا، وتنفيذا لوعده الانتخابي، بإقرار المدينة المحتلة كعاصمة لإسرائيل، في خطاب مرتقب اليوم.
ويبدو أن ذلك القرار شهد اعتراضا، لم يقتصر على الدول العربية والمجتمع الدولي فقط، وإنما داخل أمريكا نفسها، حيث حذرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" من خطورة إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلة إن من شأن تلك الخطوة أن تفسد "الصفقة الكبرى" التي تحدث عنها بعد تنصيبه، عبر اتفاق يجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فضلا عن إفساد محاولة إحياء عملية السلام التي عهد بها ترامب إلى فريق يتصدره صهره جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي.
"صفقة القرن".. هو الاسم الذي أطلقه ترامب على ذلك الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيلين، لإحلال السلام بين الطرفين، والتي تتبناها الولايات المتحدة، إلا أنه رغم ذلك لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن بنود وتفاصيل الصفقة الكبرى، ولكن في مطلع أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، جانبا منها، حيث قالت إن هناك خطة لفصل وعزل الفلسطينيين عن القدس المحتلة وذلك لضمان أغلبية يهودية في المدينة، عبر بناء جدار فاصل يعزل التجمعات والأحياء السكنية الفلسطينية.
وأضافت، أن الخطة أشرف على تحضيرها عضو الكنيست من حزب الليكود، عنات باركو، جاءت بتكليف من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتتضمن خطة الفصل العنصري لفرض مشروع سياسي من وجهة النظر الإسرائيلية حول القدس، بأن يتم الحفاظ على أغلبية يهودية تصل إلى 95% بالقدس، على أن يتم تجميع وتركيز السكان المقدسيين داخل البلدات والأحياء والمخيمات وعزلهم بجدار لتسلم هذه المنطقة إلى السلطة الفلسطينية، وفقا لموقع "وفا" الفلسطينية.
كما تتضمن "صفقة القرن" أن تسلم الحكومة الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية ضمن تسوية أو صفقة مستقبلية جميع الأحياء السكنية الفلسطينية في القدس الشرقية، على أن تخضع هذه المناطق في المرحلة الأولى إلى تصنيف مناطق "ب" الذي تتوليى فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية المدنية وتتولى إسرائيل المسؤولية الأمنية، وفي المرحلة النهائية يتم تحويل هذه المناطق إلى تصنيف "أ" لتصبح خاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، ومن ثم تعمل السلطة على ربط هذه المناطق بمدن بيت لحم ورام الله.
وفيما يخص القدس القديمة والأماكن الدينية، تقترح الخطة إعداد بنية تحتية تضمن عدم احتكاك اليهود بالفلسطينيين، وذلك عبر حفر شبكة أنفاق وشوارع مغطاة وطرقات التفافية حول البلدة القديمة، بالإضافة إلى أن تحصل السلطة الفلسطينية على مساعدات مالية سخية من الإدارة الأمريكية.