أسيوط: تعليم «درجة ثانية».. و30 ألف معلم «خارج الخدمة»

أسيوط: تعليم «درجة ثانية».. و30 ألف معلم «خارج الخدمة»
- أولياء الأمور
- استخدام الأسلحة
- الأسلحة النارية
- التدريب العملى
- التربية والتعليم
- التعليم الفنى
- الثانوى العام
- الثانوية العام
- أبناء
- أحدث
- أولياء الأمور
- استخدام الأسلحة
- الأسلحة النارية
- التدريب العملى
- التربية والتعليم
- التعليم الفنى
- الثانوى العام
- الثانوية العام
- أبناء
- أحدث
رغم أن التعليم الفنى يحظى بأهمية كبرى فى معظم الدول المتقدمة، سواء من حكوماتها أو من المجتمع الصناعى والتجارى، باعتباره المصدر الرئيسى لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة، فإنه ما زالت وزارة التربية والتعليم تتعامل مع التعليم الفنى كأنه درجة ثانية، ومن مظاهر ذلك عدم الاهتمام به، ومعاملة خريجيه كأنهم عمالة لا وجود لها، ويمنع عنهم استكمال دراساتهم الجامعية إلا بشروط مجحفة، يصعب على الكثير منهم تحقيقها، نظراً لأسلوب التعليم المتدنى الذى تلقوه فى المرحلة الثانوية، أو ما بعدها، بحسب قولهم.
إسلام محمود، طالب فى الصف الثالث بقسم السيارات بمدرسة أسيوط الثانوية الميكانيكية، قال إنهم فى القسم يتدربون على ميكانيكا السيارات بجميع أنواعها، مشيراً إلى أنه وصل لدرجة أنه يمكنه فك وتركيب موتور سيارة، وكأنه يصنعه، وأضاف أن المشكلة هى نظرة المسئولين لطالب التعليم الفنى على أنه طالب فاشل، ولا يحاولون التفكير فى أن طالب التعليم الفنى قد يكون حصل على مجموع أكبر من طالب الثانوى العام.
أضاف زميله أحمد مصطفى محمود أن المشكلة فى الناس، وأنهم ينظرون لطالب مدرسة الصنايع على أنه فاشل أو بلطجى، على الرغم من أن المدارس الفنية كالمدارس العامة، فيها الطالب المجتهد، وفيها الطالب السيئ، مشيراً إلى أنه «لو حدث ووقع شجار بينى وبين طالب بالثانوية العامة، وذهبوا بنا إلى قسم الشرطة، سيتعاملون معى بطريقة، ومع طالب الثانوية العامة بطريقة مغايرة تماماً، لأننى من وجهة نظرهم إما طالب فاشل أو بلطجى، ومن الممكن أن يكون الآخر هو المخطئ، وفى النهاية ينظرون لنا باعتبارنا طلبة درجة ثانية».
وقال أحد الطلاب، رفض ذكر اسمه: «دخلت الثانوية الميكانيكية بمجموع 225 درجة، وكانت الثانوية العامة من 217 درجة، ولكن لظروفى الأسرية دخلت الصنايع، وبالفعل أحببت قسم السيارات، وكان ممكن أدخل قسم أعلى، ولكننى وجدت أننى سأكون أقدر فيه، ويمكننى العمل أثناء الدراسة»، وأضاف أن المشكلة فى المدرسة هى كثرة المشاجرات بين بعض الطلاب فى المدرسة، أو بينهم وبين طلاب مدرسة الزراعة المواجهة للمدرسة، خاصة فى أيام الامتحانات، وتصل فى بعض الأحيان إلى درجة استخدام الأسلحة النارية والبيضاء، نظراً لكون المدرسة تضم جميع أبناء القرى التابعة للمركز، وذلك هو السبب فى نظرة المسئولين لطالب التعليم الفنى على أنه بلطجى.
من جانبه، أوضح محمد النمر، مدير عام التعليم الفنى بأسيوط: «لدينا العديد من المدارس الفنية، من بينها مدرسة أسيوط الثانوية الميكانيكية، التى تعد من المدارس المنتجة والأولى التى تعمل بمشروع رأس المال الدائم، الذى يخدم المعلم والطالب معاً، لما تقدمه من جودة عالية فى الخامات والإنتاج، والفرق بين المدارس الفنية والسوق هو أن الأولى تعمل من خلال مواصفات فنية يتم فحصها من خلال التوجيه المختص».
وأوضح أن مدرسة أسيوط الثانوية الميكانيكية تضم 15 قسماً، مشيراً إلى أن المدارس الفنية بشكل عام تعانى عجزاً شديداً فى هيئة التدريس، حيث إن أسيوط لم تستفِد بمعلم واحد فى مسابقة الـ30 ألف معلم للتعليم الفنى، وقال إن مادة «التبريد» يدرسها معلمان فقط على مستوى المحافظة، يوزعان على 13 مدرسة، كما يوجد 6 معلمين فى تخصص عمارة، وأكد أن نسبة العجز تصل إلى 200%، أضاف: «كى نتغلب على مشكلة عجز المدرسين، تم تدريب معلمى المواد العملية، وإسناد حصص مواد علمية لهم تتناسب مع إمكانياتهم»، ولفت إلى أن الكثير من المصانع وشركات القطاع الخاص يأخذون عمالتهم من خريجى المدرسة، وأضاف أن المدرسة يوجد بها أحدث الماكينات والمعدات، خاصة فى مجالات السيارات والتبريد والإلكترونيات.
وتابع «النمر» أن طلاب المدرسة الميكانيكية يقضون فترة تدريب داخل المصانع، ويحصل خلالها الطالب على فرصة تدريب حقيقية على أحدث الماكينات وخطوط الإنتاج، كما يحصلون على مكافأة مالية شهرية، مقابل التدريب العملى داخل المصنع، مما يخفف العبء عن كاهل أولياء الأمور.
كما أشار مدير عام التعليم الفنى بأسيوط إلى أن العام الدراسى الحالى شهد بداية الدراسة فى «المجمع التعليمى التكنولوجى المتكامل»، الذى يُعد المشروع الأول من نوعه على مستوى قطاع جنوب الصعيد، والثانى على مستوى الصعيد، بعد الفيوم. وأضاف أن الهدف هو تقديم خدمات تعليمية وتدريبية تكنولوجية متقدمة، عن طريق إعداد وتخريج كوادر بشرية تقدم احتياجات سوق العمل، وفى الوقت نفسه قادرة على المنافسة محلياً وإقليمياً ودولياً، وإلحاقهم بسوق العمل مباشرةً، عن طريق التعاقد مع عدد من الشركات والمصانع داخل وخارج محافظة أسيوط. وأوضح أن دفعة هذا العام تضم 64 طالباً فى تخصصات ميكانيكا وكهرباء، يتم تدريسها بمناهج علمية حديثة، حسب تطوير سوق العمل، والمواد الثقافية هى نفسها مناهج التعليم الفنى.