مطاريد التعليم الفنى فى الشوارع: كأنك يا أبوزيد ما «اتعلمت»

مطاريد التعليم الفنى فى الشوارع: كأنك يا أبوزيد ما «اتعلمت»
- السياحة والفنادق
- الملك فيصل
- ركن السيارات
- ساعات طويلة
- سياحة وفنادق
- شهادة تخرج
- طريقة عمل
- فى كل مكان
- قيادة السيارات
- مؤهل متوسط
- السياحة والفنادق
- الملك فيصل
- ركن السيارات
- ساعات طويلة
- سياحة وفنادق
- شهادة تخرج
- طريقة عمل
- فى كل مكان
- قيادة السيارات
- مؤهل متوسط
دخلوا مدارس وحصلوا على مؤهل متوسط، مجرد «شهادة تخرج» لا فائدة منها، حتى لم يعلقوها على برواز فى الحائط، لأنها ليست مصدراً للفخر.. ينسى الحاصل على «الدبلوم» أمر شهادته بعد فشله فى الاستفادة منها، ليبدأ الحياة من الصفر، الشارع مدرسته ومعلمه الأول ومقر عمله. {left_qoute_1}
جلس رجب أحمد عبدالرحمن، فى مقهى شعبى بالبراجيل التابعة لمحافظة الجيزة، واضعاً إبريق «العرقسوس» المزين بالورود بجانبه، وأمسك «لَىّ» الشيشة فى يده، ينفث دخانها الأسود فتنفرج أساريره قليلاً بعد الإرهاق الذى كان يشعر به جراء اللف لساعات طويلة على قدميه.
حصل «رجب» على دبلوم زراعة منذ عشرات السنوات، قدم فى وظائف عدة: «حاولت فى كل مكان، أكتر من 20 وظيفة، لكن اكتشفت أن الدبلومات مالهاش لازمة، إذا كان الجامعيين مش شغالين».
حصل «رجب» على شهادة الدبلوم فى إحدى مدارس مركز جرجا بسوهاج، قبل أن يقوده فشله فى التوظيف إلى التوجه لمحافظة الجيزة: «لما الدبلوم مالوش لازمة، عاملينه ليه؟ ما يلغوه أحسن».
أما «على الأبيض» فاستغل مهارته فى قيادة السيارات للعمل فى أحد جراجات شارع الملك فيصل بالجيزة، يركن السيارات ويحافظ عليها ويجهزها لأصحابها كل صباح ومساء، وذلك على الرغم من حصوله على دبلوم صنايع: «شهادة الدبلوم مالهاش أى لازمة، كلنا بندور على أى حاجة تانية ناكل منها عيش»، بمرور السنوات نسى «على» أمر الشهادة، وأقر بالأمر الواقع: «زيى زى بقية زمايلى، بنشتغل اللى نلاقيه، بنعافر وبدأنا من الصفر وكأننا مش معانا شهادات».
بينما يقف محمد عباس صبحى، فى سوق المنيب سارحاً، وهو يسند يده على أقفاص الفراخ التى يبيعها، وذلك بعد وصوله من منطقة الوراق حيث يسكن، يتمنى أن يعمل بشهادة دبلوم السياحة والفنادق التى حصل عليها منذ 8 سنوات.
مرة ينادى على الزبائن من أجل شراء الفراخ، وأحياناً أخرى يتحدث مع الباعة: «أنا معايا دبلوم سياحة وفنادق، أنا مش عايز أبيع فراخ فى الشارع.. دى بهدلة»، ما يحزنه ويحطم أحلامه هو أن مجال السياحة مغلق أمام وجهه: «نفسى أشتغل فى السياحة، بس السياحة واقعة»، يحكى عن مهارته الشديدة فى عمل الحلوى بجميع أنواعها، يحكى لهم عن طريقة عمل البسبوسة والكنافة، ينسى بهدلة السوق وهو يحكى عما يحب وما تعلمه: «يا رب نفسى أعيش كويس، أنا باتشحطط وباتبهدل ونفسى أعمل حاجة لعيالى، وأشتغل اللى باحبه».
«محمد» بائع الفراخ