محمد الشربينى: مصر عايزة ديكتاتور عادل

محمد الشربينى: مصر عايزة ديكتاتور عادل
يجلس وحده لساعات طويلة فى الكشك الصغير الذى لا تزيد مساحته على «متر x متر»، محاطا بمئات الكتب القديمة التى تتنوع بين السياسة والاقتصاد والدين والفن والروايات العاطفية، والأخيرة فقط هى النوعية الوحيدة التى لا يفضلها «محمد الشربينى» البالغ من العمر 34 عاما ويعمل فى مكتبة صغيرة لبيع وشراء الكتب القديمة بجانب محطة مترو السيدة زينب.
يعشق الكتب بتفاصيلها، يهتم بغلافها و«لمعته»، يحرص بين الحين والآخر على تنفيض الغبار عنها حتى لا تبدو كالكتب القديمة، رغم أنها كذلك بالفعل، فبعض النسخ الموجودة فى المكتبة تعود إلى ثلاثينات القرن الماضى، يهتم بالقراءة منذ صغره رغم حصوله على دبلوم صنايع: «الثقافة مش مرتبطة بدرجة التعليم، أنا بحب الكتب خاصة السياسة والتاريخ، بحس إنى بتعلم منها وبفهم أحوال مصر دلوقتى، لأن التاريخ بيعيد نفسه بالظبط».
عمله فى مجال الكتب المستخدمة سمح له بملاقاة كبار الكتاب وإسهاماتهم فى كثير من المجالات دون أن يلتقى بأحدهم وجها لوجه: «الكتب القديمة كنوز، مرة لقيت بياع روبابيكيا معاه كتب، فاشتريت منه كتاب للمفكر الإسلامى الكبير سيد قطب، كتبه قبل اعتناقه للفكر المتشدد وكان الكتاب عبارة عن رواية قديمة ألفها وأهداها لأحد أصدقائه، شعرت بالسعادة الشديدة وأنا أقرأ كلمات لسيد قطب بخط يده، وكأننى أراه وأتحدث معه، اشتريت الكتاب بنص جنيه لكنى بعته بعد كده بعشرين».
قصة التحاق الشربينى بالعمل فى المكتبة جاءت هى أيضا بالصدفة البحتة ونتيجة لعشقه للقراءة وشراء الكتب، حيث كان يتردد كل فترة على تلك المكتبة ليشترى، ومن خلالها تعرف على صاحب المكتبة، وهو رجل كبير السن، فعرض عليه أن يحقق حلمه بالعمل بين الكتب: «واحد صاحبى مرة عرض عليا إنى اشتغل فى عمل حكومى، لكننى وجدت أن أعمل ما أحبه حتى إذا لم أستمتع بكل مزايا الوظيفة الميرى مثل التأمين الصحى وغيره».
يقرأ الشربينى حاليا كتاب «كفاحى» لأدولف هتلر، ويقرأ كل كتب محمد حسنين هيكل، ولديه وجهة نظر مختلفة بعض الشىء: «أومن بأن مصر تحتاج حاليا إلى ديكتاتور عادل، فالديمقراطية ليست شعارات، فقبل تطبيقها بشكل كامل نحتاج إلى زعيم حاسم وعادل ينهض بالأمة سياسيا واقتصاديا، وبعد ذلك يأتى الرئيس الديمقراطى».