من الملح بدأ وإليه عاد.. «عمر»: «مافيهوش فصال وسعره حنين»

من الملح بدأ وإليه عاد.. «عمر»: «مافيهوش فصال وسعره حنين»
- الحمد لله
- الصباح الباكر
- صافى ربح
- عربات الفول
- عربة كارو
- لأول مرة
- مدار س
- ميت نما
- وجهة نظر
- أبو
- الحمد لله
- الصباح الباكر
- صافى ربح
- عربات الفول
- عربة كارو
- لأول مرة
- مدار س
- ميت نما
- وجهة نظر
- أبو
على تلك المساحة التى لا تتعدى المترين، وضع «عمر» صنوفاً شتى من الخضراوات والفاكهة على مدار سنوات، لكنه عاد من جديد إلى البضاعة التى باعها لأول مرة فى حياته «الملح». حيث باعها صغيراً فى سن الـ10 سنوات كأول بضاعة يكسب من ورائها، ماراً بعمل فى ورش حدادة ومحارة، لكن الملح ظل له طابع خاص، فهو لا يخضع للفصال ولا يتحرك سعره كثيراً.
فى قرية ميت نما نشأ عمر أحمد لأب يعمل فى التجارة، منه أحب إمساك النقود فى يده، والاعتماد على نفسه، فكان أول ما قام ببيعه أكياس الملح، وكان سعرها فى ذلك التوقيت 25 قرشاً للكيس الصغير، ويوماً بعد يوم، كان «عمر» يثبت كفاءة فى البيع بتشجيع والده له: «فجأة قلبت على المحارة وبقيت عجان بس ماعجبتنيش، واشتغلت حداد وأبويا خلانى أسيبها عشان عينى كانت هتضيع»، يحكى الشاب الذى أتم الـ20 من عمره، وهو جالس على عربة كارو معه لأكثر من 10 سنوات، يبيع عليها ويؤجرها حين يتركها للعمل فى مكان ما، ثم يعود إليها من جديد إذا انتهى من ذلك العمل: «اشتغلت فى شركة لمدة سنة ولما المصلحة اللى كنا بنعملها هناك خلصت رجعت لعربيتى».
طماطم وليمون وخيار وباذنجان وفراولة ومانجو وبطاطس وعنب وبلح.. كل صنوف الفاكهة والخضراوات باعها الشاب، لكنه لم يجد أفضل من الملح، فهو من وجهة نظره لا غنى عنه فى أى منزل أو محل ومطعم، ولا يحتاج إلى فصال ولا مناقشة: «مفيش حاجة بعتها إلا وكان عليها فصال إلا الملح، المحارة فيها فصال، والحدادة فيها، لكن الملح ماحدش بيقول تلت التلاتة كام».
يخرج «عمر» من منزله فى ميت نما ويمر على منطى وبيجام والمؤسسة بعربته الكارو، حاملاً على ظهرها «باكتات» الملح، يبيعها لأصحاب عربات الفول فى الصباح الباكر والمطاعم وللنساء فى السوق، وللباعة الذين يفترشون الأرض: «الملح مابيزيدش كتير والحمد لله، كان الـ4 بجنيه، دلوقتى الـ3 أكياس الصغيرة بجنيه، والمتوسط 75 قرشاً والكبير 150، وماختلفتش كتير عن السنة اللى فاتت». يعود وفى جيبه 70 جنيهاً صافى ربح بشكل متوسط يومياً: «اشتريت دماغى بالملح».