مى المصرى: تكريم «شمعون» يؤكد الاهتمام بتراثه السينمائى.. و«طيف المدينة» يعبّر عن شخصيته

07:19 م | الاثنين 27 نوفمبر 2017

حرصت إدارة الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائى، على تكريم المخرج اللبنانى الراحل جان شمعون، كما عرضت فيلمه الروائى الطويل «طيف المدينة»، ضمن قسم «تحية لمن فقدانهم» بحضور أرملته المخرجة الفلسطينية مى المصرى، حيث تدور أحداث العمل عن الحرب الأهلية التى شهدتها لبنان فى القرن الماضى، وما تبعها من معاناة عاشها اللبنانيون.

قالت المخرجة مى المصرى، إن إدارة المهرجان اختارت فيلم «طيف المدينة» لعرضه فى تكريم المخرج جان شمعون، متابعة: «كان اختياراً موفقاً لأن باكورة أعماله الوثائقية تكمن فى هذا العمل، الذى يعبّر عن شخصية جان بشكل كبير، ويعد امتداداً واستمراراً لتجربته الطويلة، التى شاركته فيها».

وأضافت فى تصريحات لـ«الوطن»: «أعتقد أن جان سيكون سعيداً بهذا الاختيار لو كان على قيد الحياة، لا سيما أن عرض الفيلم شهد حضوراً كبيراً سواء من الجمهور أو النقاد، فالكثيرون يُكنّون له المحبة والتقدير، واستقبالهم لعرض (طيف المدينة) كان رائعاً، رغم أنه ليس جديداً، وكنت سعيدة ببقاء الحضور بعد العرض للنقاش حول الفيلم، فالأسئلة كان بها قدر عال من الاهتمام بتجربتنا المشتركة».

{long_qoute_1}

وتابعت: «تكريم جان شمعون من مهرجان القاهرة لفتة طيبة ومؤثرة، فرصيده مرتفع بدرجة كبيرة فى مصر، والنّقاد الكبار، من بينهم الراحل سمير فريد، الدكتورة ماجدة واصف، والناقد يوسف شريف رزق الله، كلهم كانوا أصدقاءً منذ سنوات، وكنت سعيدة بوجود قسم خاص للتكريم فى كتاب المهرجان، وهو أمر يدل على الاهتمام بجان والإرث السينمائى والإنسانى الذى تركه».

ولفتت «مى» إلى أن علاقتها بالراحل جان شمعون، لم تكن زواجاً فقط، قائلة: «كان شريك ورفيق الدرب منذ أكثر من 30 عاماً، وأباً لبناتى، علاقته بالسينما جمعتنا بقوة، وتطورت بعدها إلى حب ومشروع حياة ورؤية مشتركة، قدّمنا أول 5 أفلام كإخراج مشترك معاً، ثم تعاونا فى الإخراج والإنتاج».

وفى سياق منفصل، كشفت «مى» عن شروعها فى العمل على سيناريو فيلم جديد خلال الفترة الحالية، متابعة: «يحتاج العمل وقتاً للتحضير، وفى الوقت نفسه لدى عروض كثيرة لفيلم (3000 ليلة) خلال الآونة المقبلة، وبالتالى أحاول التوفيق بين الفيلمين».

وأكملت: «موضوع (3000 ليلة) يستحق أن أمنحه جزءاً من وقتى، لأنه يُسلط الضوء على تجارب حقيقية، وتم طرحه تجارياً فى مصر لمدة محدودة، لكن أتمنى أن يُعرض بشكل أوسع، فى المراكز الثقافية والجامعات بالقاهرة وخارجها».

واستطردت: «تجذبنى المشروعات التى تعبّر عن واقعنا، فأنا كمخرجة فلسطينية أعبّر عن واقع شعب يعيش تحت سيطرة الاحتلال، وأحاول تسليط الضوء على التجارب الإنسانية الإيجابية، مثل صمود الناس، وقدرة الأشخاص على تجاوز الصعوبات، والمشروع المقبل الذى أعمل عليه، يتضمّن قصة إنسانية مستوحاة من أحداث حقيقية، فأنا أفضل الخيال الواقعى فى الأفلام، ومن واقع تاريخى فى مجال الأفلام الوثائقية، أصبح لدىّ تراكم أفكار وخبرات، والمرحلة الحالية التى أعاصرها حالياً، أعتبرها إعادة اكتشاف التجارب التى عشتها سابقاً، سواء فى لبنان أو فلسطين، لإبرازها فى أعمال روائية».

وتحدّثت عن أحوال السينما الفلسطينية، قائلة: «بدأت تنتشر عالمياً وتبرز قضية فلسطين بصورة عميقة، وفى الفترة الأخيرة أصبح هناك عدد من المخرجات الفلسطينيات أثبتن أنفسهن بشكل كبير، وهو مصدر فخر بالنسبة لى، إلى جانب وصول هانى أبوأسعد إلى تلك المكانة والاعتراف العالمى به، وأفتخر بكونى أحد مؤسسى هذا الجيل، الذى نجح فى إيصال القضية الفلسطينية بشكل عميق، وذلك بسبب جودة الأفلام، وليس لمجرد أنها تحمل قضية إنسانية كبيرة، فهناك مستوى عالٍ من الجودة والجهد، خصوصاً مع عدم وجود دعم مالى كافٍ عربى أو محلى، فنحن لا يوجد لدينا صناعة سينمائية، هذا النجاح بفضل جهود ذاتية وعمل دؤوب».