جمعة: عدد قتلي جهاد النبي أقل ممن قتلوا في حوادث سيارات بعام واحد

جمعة: عدد قتلي جهاد النبي أقل ممن قتلوا في حوادث سيارات بعام واحد
- الديار المصرية
- حوادث السيارات
- دولة الإسلام
- عدد قتلى
- على حرب
- غير المسلمين
- علي جمعة
- الإسلام
- انتشار الإسلام
- الديار المصرية
- حوادث السيارات
- دولة الإسلام
- عدد قتلى
- على حرب
- غير المسلمين
- علي جمعة
- الإسلام
- انتشار الإسلام
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إنّ الإسلام بريء من نظرة المتطرفين للجهاد في الإسلام.
وأضاف جمعة، عبر صفحته على "فيس بوك"، في مقال بعنوان "نزاهة جهاد الرسول وجهاد أمته": "إذا تكلمنا عن رسول الله ﷺ باعتباره قائدا مجاهدا شجاعا نبيلا، نراه وهو يعلم قواد الجيوش في العالم بأسره حقيقة الحروب، وكيف تدار، ومتى تبدأ وكيف تنتهي، وبالاطلاع على الحقائق التاريخية يتأكد ذلك المعنى، ومن هذه الحقائق: أنه ﷺ لم يسعَ إلى الحروب، وإنما فرضت عليه بسبب الاعتداء عليه، أو رغبة الظلم والعدوان عليه وعلى المسلمين، أو محاربة دين الله والآمنين، حيث فُرض على النبي ﷺ طوال قيادته للدولة الإسلامية 82 تحركا عسكريا، لم ينشب القتال في 60 منها، و5 تحركات لم يقتل غير المسلمين، ومجموع القتلى والشهداء من الفريقين 1004 شخص، بينهم 252 شهيدا مسلما والباقي من المشركين".
وأضاف مفتي الديار الأسبق: "هذه الأرقام ليست من الفظاعة حتى تجبر العالم بأسره أن يخشى من الإسلام ويدخل فيه خوفا من السيف، بل إن عدد قتلى حوادث السيارات في عام واحد في أي مدينة كبيرة يفوق هذا العدد، وذلك يؤكد أن القتال لم يكن الاختيار الأول عنده ﷺ في نشوب النزاعات، وأنه كان يبتعد عن القتال قدر استطاعته حتى لا يجد منه بدا؛ بأن يدافع عن نفسه وينصر المظلومين وينشر الإسلام، وأنتجت هذه الحروب نحو 6 آلاف و500 أسير، عفا رسول الله ﷺ عن 6 آلاف و300 أسير، ولم يأسر ويستمر الأسر إلا على مائتين، فكانت ﷺ رحمة للعالمين، وهو سيد ولد آدم ولا فخر".
وتابع جمعة: "بذلك الخلق وتلك الأرقام يعلمنا رسول الله ﷺ كيف نجاهد جهاد النبلاء، كيف نكون أتقياء مراقبين لله حتى في ظل احتدام المعركة، كيف نذكر الله في كل وقت بخاصة في وقت الجهاد، واكتنف جهاده ﷺ حقائق كثيرة ينبغي أن يعلمها المسلمون، فمن كان يجاهد؟، وكيف كان تواضعه ولجوؤه إلى ربه في أصعب الأوقات؟، وكيف صار أصحابه رضي الله عنهم بعده على هديه في الجهاد؟، لقد واصل الصحابة الكرام مسيرة نبيهم ﷺ في نشر الإسلام، والدعوة إلى الله على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وكانوا لا يلجئون إلى القتال إلا إذا فرض عليهم من قوى العالم المتجبرة".
وقال مفتي الديار الأسبق: "لم ينشر المسلمون دينهم بالسيف، وشهد بذلك المنصفون من أبناء الحضارة الغربية، فهذا المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب - وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام في عهده ﷺ - وفي عصور الفتوحات من بعده، يقول: (أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر القرآن إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد عدد المسلمين على 50 مليون نفس فيها)".
وزاد جمعة: "نسجل شهادة الكاتب الغربي الذي يدعى (توماس كارليل)، حيث قال في كتابه (الأبطال وعبادة البطولة) ما ترجمته (إن اتهامه ـ أي سيدنا محمد ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس، أو يستجيبوا له، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم، فقد آمنوا به طائعين مصدقين، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها)، ومن يقرأ التاريخ ويلاحظ انتشار الإسلام على مر العصور يعلم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة العائلات بين المسلمين وغيرهم وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض".