الأمم المتحدة تعتمد قرار مصر بشأن آثار الإرهاب على حقوق الإنسان

الأمم المتحدة تعتمد قرار مصر بشأن آثار الإرهاب على حقوق الإنسان
بعد أسبوعين من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته خلال افتتاح أعمال منتدى شباب العالم، أن مقاومة الإرهاب تعد بمثابة حق من حقوق الإنسان، وفي انتصار جديد للدبلوماسية المصرية، نجح وفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم، في اعتماد قرار بتأييد دولي واسع داخل اللجنة المعنية بالمسائل الإنسانية والاجتماعية والثقافية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حول آثار الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، إن القرار عكس في جملة عناصره رؤية الرئيس بشأن علاقة الإرهاب بحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها مصر مشروع القرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة، استكمالا لجهودها داخل مجلس حقوق الإنسان في جنيف خلال الأعوام الماضية لاعتماد قرار يعكس نفس الرسالة، ولتتسع بذلك دائرة التأييد الدولية للقرار المصري من مجلس حقوق الإنسان محدود العضوية إلى الجمعية العامة التي تعد الكيان الأكبر والأوسع داخل الأمم المتحدة وتضم كافة الدول أعضاء المجتمع الدولي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن القرار تضمن عددا من الفقرات المهمة التي تتسق والموقف المصري في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما الرؤية التي طرحها الرئيس مؤخرا، والتي تربط بشكل مباشر بين قضية مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان.
وأكد القرار الآثار المدمرة لهذه الظاهرة الخبيثة على التمتع الكامل بكل أشكال حقوق الإنسان السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك من خلال إعاقة التنمية، وتدمير البنية الأساسية، والإضرار بالسياحة، والتأثير سلباً على التدفقات الاستثمارية، وتعطيل النمو الاقتصادي.
كما شدد على المسؤولية الأصيلة للدولة في حماية كل الأشخاص المُتواجدين على أراضيها من الإرهاب، بما في ذلك من خلال التدابير الفعالة لمكافحة الإرهاب وملاحقة ومعاقبة الجناة، ومع تأكيد أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال منع ومكافحة الإرهاب.
وتناولت فقرات القرار أيضًا أهمية التضامن الكامل مع ضحايا الإرهاب وأسرهم وإحياء ذكراهم، والتحسب لخطورة الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال والمعلومات الحديثة للترويج للإرهاب وأفكار العنف والتطرف، وصياغة خطاب مضاد فعال ومؤثر لهذه الأفكار ونشر قيم التسامح والحوار والسلام بين الشعوب، فضلا عن منع الإرهابيين من التجنيد والحصول على التمويل.
كما يؤكد القرار أهمية مواصلة تنفيذ إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وركائزها الأربع، والتي تتضمن أهمية معالجة الأسباب المختلفة للتطرف والإرهاب، وبناء قدرات الدول وتعزيز دور الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب، فضلا عن احترام مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشار أبوزيد إلى أن القرار قد تم تبنيه بأغلبية كبيرة، مقارنة بحجم التأييد الذي كان يحظي به القرار المشابه في مجلس حقوق الإنسان، الأمر الذي يعكس نجاحا مصريا في إيصال الرؤية الخاصة بسبل مواجهة الإرهاب، وتزايد التفهم الدولي لطبيعة التحديات المرتبطة بمواجهة هذا الخطر.