بعد حديث "السيسي".. أزمة قبرص صنعها الاحتلال وتناستها الأمم المتحدة

كتب: محمد علي حسن

بعد حديث "السيسي".. أزمة قبرص صنعها الاحتلال وتناستها الأمم المتحدة

بعد حديث "السيسي".. أزمة قبرص صنعها الاحتلال وتناستها الأمم المتحدة

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن اكتشافات الطاقة في البحر المتوسط يمكن أن تسهم في تلبية احتياجات القارة الأوروبية، لتنويع مصادرها من الطاقة، خاصة في ضوء الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به قبرص ومصر، مؤكدا موقف القاهرة الداعم لحقوق قبرص في استغلال ثرواتها الطبيعية بمنطقتها الاقتصادية، وفقا للقانون الدولي للبحار.

وأضاف "السيسي"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي، اليوم الإثنين، أنه يتطلع إلى القمة الثلاثية الـ5 مع قبرص واليونان.

وأشار الرئيس إلى الجهود العظيمة التي يقوم بها الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، في سبيل حل الأزمة القبرصية وفقا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، لجمع شطري الجزيرة دون تدخلات خارجية.

وتعد الأزمة القبرصية من أبرز الأزمات الأكثر تعقيدا على مستوى القضايا الدولية، حيث تعود جذور تلك القضية إلى عصور الاستعمار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من خلال بناء قواعد بحرية على خطوط انطلاق إمبراطوريات هذين القرنين في طريق الوصول للهند من ناحية، ولإحكام السيطرة على البحار والممرات المائية لبريطانيا العظمى من ناحية أخرى.

ويبلغ عدد سكان قبرص نحو 793.100 منهم 80.7% قبارصة يونان، ويشمل الأرمن والمارون واللاتين، و87.600 نسمة، يمثلون "11.0%" هم قبارصة أتراك، والنسبة السكانية لا تشمل ما يزيد على 115 ألف تركي يقيمون بشكل غير شرعي في القسم المحتل من قبل تركيا في الجانب القبرصي.

ومن ضمن رقم القبارصة اليونان هناك نحو 9000 ماروني وأرميني ولاتيني، والذين خيروا عند إعلان الدستور في عام 1960 للانضمام إلى أحد المجتمعين، فاختاروا الانضمام إلى المجتمع القبرصي اليوناني.

وتستخدم اللغة اليونانية في مجتمع القبارصة اليونان، ويخضع المجتمع للكنيسة المسيحية الأرثوذكسية اليونانية، أما اللغة في المجتمع القبرصي التركي فهي التركية، والديانة هي الإسلام.

وتعود جذور الأزمة القبرصية إلى بدء حركات التحرر من الاستعمار في الظهور، حيث تغيرت موازين القوى على مستوى العالم، وقررت بريطانيا العظمى منح جزيرة قبرص استقلالها، ونظرا إلى التكوين السكاني لقبرص.

وبهدف تجنب الصراع بين الطائفتين القبرصية التركية، والقبرصية اليونانية، فإن دولتين هما بريطانيا العظمى باعتبارها القوة التي كانت تحتل قبرص، وتركيا لاعتبارات تاريخية وثقافية وعرقية، أصبحتا هما الضامنتان لاستقلال قبرص وسيادتها ووحدتها.

كما وقع صراع دموي بين الطائفتين التركية واليونانية في الجزيرة، وأدى ذلك للتدخل، وهكذا عانت جزيرة قبرص من 3 أنواع من الصراع تتمثل في صراع طائفي داخلي وصراع إقليمي تركي يوناني، وصراع دولي بين دول عدم الانحياز ودول أعضاء في منظمة حلف "الناتو"، وعلى رغم عضوية كل من تركيا واليونان في "الناتو" فإنه لم يستطع حل النزاع بينهما.

وأرجع المؤرخون فشل حلف الأطلسي في حل الأزمة القبرصية إلى عدم تركيز الحلف على حل المشكلات بين أعضائه، وإنما تجنب حلها، وجعل تركيزه الرئيسي على الصراع ضد الاتحاد السوفيتي، إضافة إلى أن قبرص كانت مشكلة لدولة من دول عدم الانحياز تنتمي للدول النامية وليست لقارة أوروبا مباشرة، إلى أن بقيت الأزمة القبرصية مثل القضية الفلسطينية في إطار مساعي الأمم المتحدة وقراراتها بلا أي حل يذكر.

وأصبحت الأزمة القبرصية أكثر تعقيدا في القرن الحادي والعشرين، حيث تم ترسيخ قناعة لدى الأجيال الأتراك واليونانيين حول مفهوم الانفصال أو مفهوم الاستقلال، وعدم القدرة على إيجاد حل وسط توافقي بين المفهومين المتعارضين، إضافة إلى أنه بالنظر لمشكلة قبرص في الوقت الحالي فإنها تعيش حالة من "الاستقرار القلق"، فإنها لا تهدد السلم والأمن الدوليين، ومن ثم يمكن التعايش الدولي والإقليمي.


مواضيع متعلقة