مسلمو "بلجراد" يصلون في منزل قريب من المسجد: "هذا مهين"

02:32 م | الخميس 16 نوفمبر 2017

تجمع أكثر من 30 مسلما في منزل مطل على مسجد مهدم في حي بشمال العاصمة الصربية "بلجراد"، وانبعث صوت الأذان من الباب المفتوح، وقال هيلميا، وهو مسلم يبلغ من العمر 47 عاما ينتمي لأقلية الروما في صربيا: كان منزلا لإحدى الأسر ويمكننا الصلاة فيه لكن المبنى غير قانوني، مضيفا: "هذا مهين".

وأوضحت قناة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية: ولا يعكس المنزل وأنقاض المسجد المجاور سوى جانب واحد فقط من الجهود المضنية التي يبذلها المسلمون في عاصمة صربيا للتجمع لأداء الصلاة في مدينة يغلب المسيحيون الأرثوذكس على سكانها ويبلغ عدد المسلمين في بلغراد حوالي 20 ألف مسلم.

ويوجد في "بلجراد"، مسجد واحد بني عام 1575 عندما كانت المدينة جزءا من الإمبراطورية العثمانية وعلاقة المدينة بالإسلام متوترة، وأوضحت "يورو نيوز": غادر كثير من المسلمين في فترة انهيار يوجوسلافيا عندما أيدت صربيا بني عرقها في البوسنة خلال مجزرة لمسلمي ذلك البلد وشنت حربا لمكافحة التمرد في إقليم كوسوفو الواقع في جنوبها ضد الألبان الذين يغلب عليهم المسلمون، وظهرت مسألة نقص المساجد في بلغراد بجلاء هذا العام عندما هدمت السلطات في مايو مسجدا مؤقتا في حي زمن بولي عشية شهر رمضان.

وخرج المسلمون، في المنطقة في بادئ الأمر للاحتجاج ومنع هدم المسجد لكن الجرافات عادت برفقة الشرطة بعد حلول الظلام وبات كل ما تبقى منه كومة من الخرسانة المهدمة وحديد التسليح الملتوي. ويؤدي المسلمون الآن الصلوات في المنزل المجاور أو في منازل أخرى بالمدينة، وقالت الجالية المسلمة في صربيا إن سلطات بلجراد تجاهلت مرارا طلبات لها بإقامة مساجد جديدة، مشيرة إلى أن نقص المساجد يثير تساؤلات بشأن التزام صربيا بحقوق الأقليات وهو مقياس هام لمدى استعدادها لعضوية الاتحاد الأوروبي.

وأشارت القناة الإخبارية، إلى أن الاتحاد الأوروبي، لاحظ الذي تتفاوض صربيا للانضمام إليه، هذه المسألة وحذر في تقرير لعام 2016 بشأن التقدم الذي تحرزه بلجراد بخصوص شروط الانضمام إليه، وأوضح الاتحاد: حقوق الأشخاص الذين ينتمون لأقليات في إقامة وتسجيل مؤسسات دينية وبناء واستخدام أماكن للعبادة يتعين ضمانها بشكل كامل على أرض الواقع.

من جانبها، نفت أمانة التخطيط العمراني في بلدية بلجراد منع إنشاء مساجد جديدة، وقالت، إنها لم تتلق أي طلب من الجالية المسلمة في صربيا لإقامة مبان، فيما أوضح مفتي بلجراد ورئيس المجلس الأعلى للجالية الإسلامية في صربيا محمد يوسف سباهيتش، لوكالة "رويترز" للأأنباء: سعينا على مدار عقود للحصول على تراخيص لعدد من الأماكن لكننا لم نصل مطلقا حتى لمرحلة تقديم الأوراق اللازمة، موضحا: كل طلب يلقى في الأدراج.

بدوره، قال مفتى المسجد المهدم في حي زمن بولي أمين زين الله، إن المسلمين لن يتراجعوا، مضيفة: يجب أن نمارس شعائرنا رغم العوائق وعلينا أن نحسن جوار الجميع بغض النظر عن معتقداتهم وجنسياتهم.

وفي سياق متصل، قالت وزارة العدل الصربية إنه لا علم لها بوجود أي مشكلة، وأشارت رئيسة إدارة التعاون مع الجاليات الدينية مايلتا رادوفيتش، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إلى أن صربيا تفي بجميع معايير الاتحاد الأوروبي بشأن ضمان الحقوق والحريات الدينية وفقا لأحكام الدستور.