مهندس على ما تفرج.. "قاسم" رزقه في البحر ومهنته على "الحيطة"

كتب: سعاد أحمد

مهندس على ما تفرج.. "قاسم" رزقه في البحر ومهنته على "الحيطة"

مهندس على ما تفرج.. "قاسم" رزقه في البحر ومهنته على "الحيطة"

في منطقة "الوليدية" بمحافظة أسيوط، نشأ أحمد قاسم في عيشة خشنة لم يرى فيها طفولته التي عاشها أغلب أقرانه، خرج للبحث عن الرزق مبكرا، تنقل من مهنة إلى أخرى، ليستطيع إعانة أسرته، إلا أن دراسته في الهندسة الزراعية لم تمكنه من تحقيق حلمه في العمل بشهادته.

"قاسم"، 31 عاما، حاصل على بكالوريوس زراعة بتقدير جيد، رفض أن يكون عبئا على والده، أو أن ينتظر الوظيفة ويقف في طابور العاطلين، بل قرر أن يعمل صيادا بعدما عجز في العثور على وظيفة بنفس مؤهله.

"اشتغلت عامل بنايات، وغسلت حمامات بمشروع مدينتي، وعامل أمن، وسائق بمشروع قناطر أسيوط الجديدة، فلاتوجد حرفة أو مهنة ولم أعمل بها عدا العمل بمؤهلي"، هكذا شرح المهندس "قاسم"، تاريخ مشواره عقب حصوله على مؤهله الجامعي الذي لم يحظى بعد للعمل به.

تربى الشاب الثلاثيني، في بيت بسيط، والده عامل وأب لثلاث أشقاء، أكبرهم "أحمد"، ليخرج للعمل منذ أن كان تلميذا في المرحلة الابتدائية "أوفر مصاريف الدراسة، وأساعد أسرتي في مصاريف المعيشية".

كان "قاسم" يحلم دائما، وخاصة عقب تخرجه من الجامعة أن يكون مهندسًا زراعيا، طرق جميع الأبواب بحثا عن العمل بوظيفته دون جدوى، حتى امتهن الصيد "مادام العمل شريف، ميبقاش عيب".

"عملت بمشروع القناطر الجديدة لفترة، ورأفة بظروفي طلب مني العميد عصام، صاحب العمل، استخراج رخصة سواقة مهنية، وعملت سائقا، لأن مرتب الوظيفة دي أعلى، وذلك حتى انتهاء المرحلة الأولى للمشروع، بعدها استغنوا عن أغلب العمالة".

كانت علاقات الجيرة، سببا أساسيا في امتهان "قاسم" للصيد "لما شافوني قاعد من غير شغل، عرضوا عليا أخرج أصطاد معاهم"، قال المهندس الثلاثيني، مضيفا "بالفعل اتعلمت المهنة، وبقالي فيها 5 سنوات".

لم يكتفي "قاسم" بالخروج للصيد، فأحيانا كثيرة تُعرض عليه أعمالا حرفية، لينفذها دون كلل "ساعات كتير حرفيين بيطلبوني أساعدهم في النقاشة والمحارة، وقدرت أتجوز وأبقا مسؤول عن أسرة".

ضيق الرزق أصاب "قاسم"، أياما عدة، إلا أنه يرى أن حاله أفضل من كثيرين غيره "أحمد الله على كل حال، فأنا أفضل من غيري، فمتوسط دخلي من الصيد يتراوح من 30 إلى 60 جنيها".

"قاسم" متزوج من فتاة حاصلة على بكالوريوس كلية العلوم، هي أيضا لم تستطع النجاح في الحصول على عمل، لكنها لم تكل عن البحث دوما، طرقت أبوابا كثيرة مثل زوجها، عملت لأسبوعين بأحد معامل التحليل، لكنها تركته لسوء المعاملة.

"دخل شهري ثابت"، جملة من ثلاث كلمات تختصر حلم الشاب "قاسم"، يتمنى الحصول على وظيفة دون واسطة "نفسي أخد حقي، وأشتغل بدراستي اللي بحبها".

 


مواضيع متعلقة