كاتب عراقى: الأكراد استغلوا الحرب ضد «داعش» كمحاولة للانفصال.. والحكومة أكثر الرابحين من الأزمة

كتب: محمد حسن عامر وأكرم سامى

كاتب عراقى: الأكراد استغلوا الحرب ضد «داعش» كمحاولة للانفصال.. والحكومة أكثر الرابحين من الأزمة

كاتب عراقى: الأكراد استغلوا الحرب ضد «داعش» كمحاولة للانفصال.. والحكومة أكثر الرابحين من الأزمة

قال الكاتب السياسى العراقى خضير حمودى إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى توجه نحو الاستفتاء للاستقلال عن العراق، نتيجة خشيته أن تخرجه الحكومة العراقية من المعادلة السياسية بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابى.

وأضاف «حمودى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «دوافع الأكراد فى العراق للانفصال قومية وأمنية وليست اقتصادية كإقليم كاتالونيا الإسبانى»، وأكد السياسى العراقى أن إقليم كردستان كان لديه امتيازات أكثر حتى من الاستقلال، مشيراً إلى أن الأكراد رأوا أن الحكومة العراقية الحالية فى حالة ضعف بعد «داعش»، وبالتالى فرصة للاستقلال، إلا أن تلك المحاولة وفق «حمودى» أُجهضت بفعل المخاوف الإيرانية - التركية من أن يدفع انفصال إقليم الأكراد فى العراق نظراءهم فى تركيا وإيران لاتخاذ خطوات مماثلة.. وإلى نص الحوار:

 {long_qoute_1}

بداية، ما الذى يدفع إقليم كردستان للمطالبة بالانفصال والاستقلال عن الدولة العراقية؟

- هناك دوافع كثيرة وهى دوافع سياسية، وأهم ما فيها مرتبط بالحكومة العراقية وتوجهاتها مع إيران، وهذا الأمر أزعج مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان، والحزب الديمقراطى الكردستانى ورئيس إقليم كردستان لديه تنسيق كامل مع الأمريكيين صراحة، وإلى الآن المشروع الإيرانى والأمريكى على خلاف فى العراق بشأن الأكراد، توجهات الحكومة العراقية بخصوص التنسيق مع «طهران» لا تناسب توجهات «بارزانى».

كيف ذلك؟

- «بارزانى» بعد القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابى ومواجهة خطره، تحسس خطراً جديداً بأنه من الممكن أن حكومة حيدر العبادى التى أخرجت السنة العرب من المعادلة السياسية فى العراق، واستخدمت القوة المفرطة تجاه المدن السنية، جعلت إقليم كردستان يشعر بالقلق من تلك التوجهات، وبدأ يحاول أن يقفز على هذا الموضوع من خلال التوجه للاستفتاء والاستقلال، وهو فى سبيل ذلك يريد كذلك الاستقلال من التوجهات الإيرانية والابتعاد عن النفوذ الإيرانى، وهذه هى الحقيقة.

ما خصوصية دعوة أكراد العراق للاستقلال مقارنة بإقليم «كاتالونيا» الإسبانى مثلاً الذى يريد الاستقلال كذلك؟

- دوافع إقليم «كاتالونيا» الإسبانى دوافع اقتصادية بالأساس، لأنه فى «كاتالونيا» يشعرون بأن معظم مواردهم تخرج من الإقليم، فى حين أنهم لا يستفيدون بالطريقة المثلى من هذه الموارد، أما بالنسبة لإقليم كردستان فالأمور مختلفة، لإقليم كردستان دوافع قومية ومخاطر أمنية وليست دوافع اقتصادية.

ما آلت إليه الأوضاع فى «كردستان» يشير إلى أن محاولة الانفصال أُجهضت، لماذا برأيك تفشل تلك المحاولة؟

- فكرة الانفصال فى إقليم كردستان العراق أُجهضت بسبب التدخلات الإقليمية، بمعنى هناك دول، وهى على وجه التحديد تركيا وإيران، تشعران بأن قيام دولة كردية فى العراق يحرك أحلام الكرد فى إيران وتركيا بقيام دولة كردية، وبالتالى احتمال أن الأكراد فى إيران وتركيا يتمردون وينضمون لهذه الدولة، وبالتالى تكون الخسائر كبيرة بالنسبة للدولتين، ربما تتفتت تركيا وإيران، وبالتالى السبب الرئيسى فى إفشال الانفصال الكردى هو التدخل الإقليمى، خاصة التدخل الإيرانى - التركى.

إذاً أنت ترى أن المصالح الدولية والتدخلات الإقليمية هى التى تحكم فى هذه الحالة، أليس كذلك؟

- بالضبط، العامل الحاسم كان التدخلات الإقليمية، مكتب المرشد الإيرانى على خامنئى قال فى تصريح إن قوات «الحشد الشعبى» العراقى دخلت محافظة «كركوك»، التى كانت خاضعة لسيطرة قوات «البيشمركة» الكردية، بأوامر إيرانية وبجهد من قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثورى الإيرانى» قاسم سليمانى، وهناك أنباء أنه حتى حكومة «بغداد»، ما كانت تسعى للحل العسكرى فى مواجهة مطالب الانفصال.

وما الذى حصل ودفعها لتغيير موقفها كما تعتقد؟

- الإرادة الإيرانية، التى غلبت حتى الحكومة العراقية فى هذا الاتجاه.

إذا كان الوضع اقتصادياً جيداً بالنسبة لإقليم كردستان، ألم يكن الحكم الذاتى الواسع كافياً بالنسبة للإقليم؟

- بالفعل الأكراد حصلوا على مكاسب هذه الفترة أكثر من الاستقلال، أى الفترة التى تلت اجتياح تنظيم «داعش» الإرهابى مساحات واسعة من العراق، كما تقولون بالمصرية هم لديهم «استقلال ونص»، أى لديهم ما هو أكثر من الاستقلال، ولكن تخوفهم من الإيرانيين كما ذكرت، إلى جانب طموحاتهم التى لا تنتهى، طموحهم لتأسيس دولة كردية هذا حلم تاريخى وفى أى فرصة يرون الأمر متاحاً للإعلان عن الدولة لهم، هذا سيحصل، هم رأوا الدولة العراقية الآن فى حالة ضعف، نتيجة الانقسامات السياسية وما أحدثه تنظيم «داعش» الإرهابى، هذا الوضع أغرى الأكراد أن يعلنوا التوجه نحو الاستقلال، رغم أن لديهم مكاسب أعلى من الاستقلال، لماذا ذهبوا بهذا الاتجاه؟ نتيجة لأن لديهم حلماً قومياً، نحن كعرب لدينا حلم بوحدة عربية وتكامل، والأكراد حلمهم إقامة دولة تجمع كل الأكراد بالمنطقة، أكراد سوريا وأكراد العراق وأكراد تركيا وأكراد إيران.


مواضيع متعلقة