بالصور| هذا هو السبب وراء تسمية "شارع مصدق" في الدقى بهذا الاسم

كتب: أحمد تيمور

بالصور| هذا هو السبب وراء تسمية "شارع مصدق" في الدقى بهذا الاسم

بالصور| هذا هو السبب وراء تسمية "شارع مصدق" في الدقى بهذا الاسم

يقع شارع مصدق بحي الدقي أحد أحياء مدينة الجيزة، وكانت الدقي قرية من قرى ريف الجيزة مثل معظم أنحاء تلك المحافظة، حتى دخلت الحيّز الحضري سنة 1964، وقد جعلها قربها من مدينة القاهرة متنفسا للأثرياء في ذلك الوقت يمتلكون فيها القصور والمزارع، كما سكنها بعضهم سكنا مستديما، ويرجع تسمية الدقي إلى وجود عائلة الدقي التي سكنت هذة المنطقة منذ القدم، وقد أتت إليها من صعيد مصر وتمركزت فيها ثم ما لبثت أن رحلت إلى الأرياف بالمنوفية في مدينة الشهداء وتمركزت بقرية سلامون قبلي.

• سبب تسمية الشارع باسم مصدق

بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 ووفاة شاه إيران، قامت محافظة الجيزة بتغيير اسم الشارع من الإمبراطور بهلوي الذي أطلق في السبعينات تكريما لزيارة شاه إيران إلى مصر، لكنه تحول بعد ذلك إلى شارع مصدق، في اعتراف بقيمة الرجل وانعكاس واضح لحسن النوايا والشعور بالمسؤولية.

وكانت بداية العلاقات المصرية الإيرانية بداية سعيدة بالزواج الملكي بين الشاه محمد رضا بهلوي وشقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية، لكن سرعانَ ما دب الخلاف بين الزوجين ولكن قام محمد مصدق بزيارة تاريخية لمصر وسط استقبال شعبي بدعوة من مصطفى النحاس باشا، ويظهر الرئيس جمال عبد الناصر بعد الثورة إعجابا بمحمد مصدق رئيس وزراء إيران نظرا لدوره الوطني فقد دافع مصدق بكل جرأة عن القومية، ولعب دورا هاما في معارضة منح الاتحاد السوفيتي ترخيص العمل في حقول النفط شمال إيران كتلك المنح المعطاة لبريطانيا في جنوب إيران.

• زيارة مصدق التاريخية لمصر

ويروي الصحفي عبد الرحمن فهمي وقائع الزيارة التاريخية قائلا : “حدث أن ألغي مصطفي النحاس معاهدة 36 وناشد الشعب أن يبدأ المقاومة الشعبية لإجبار إنجلترا علي الجلاء.. وكانت أول مرة في تاريخ الشعوب أن تقاوم محتلاً بمساعدة وتأييد الدولة.

في نفس الوقت تقريباً عام 1951 أمم محمد مصدق بترول إيران وطرد الشركة الإنجليزية بتأييد من كل شعب إيران، وكان هذه الخطوة الوطنية الرائعة من محمد مصدق لها صدي كبير جداً في العالم كله.. فقد كانت اكتشافات البترول بدأت تظهر في دول الخليج والسعودية بخبرات أجنبية خاصة إنجلترا وأمريكا هنا دعا مصطفي النحاس محمد مصدق لزيارة مصر!

ولا توجد زيارة لمسئول تجمع لها شعب مصر مثلما فعل يوم استقبال محمد مصدق لك أن تتصور أن قائد الطائرة الإيرانية تردد كثيراً في الهبوط في مطار القاهرة القديم – وكان ضيقاً – من جماهير الشعب في المطار، خاصة أن مصطفي النحاس كان أيضاً في المطار.

مصر كان تعدادها عام 1951 لا يزيد علي 14 مليون نسمة – لا ما يقرب من تسعين مليوناً الآن ومع ذلك ولأنه كان من المقرر أن يخطب في شرفة فندق شبرد القديم، حينما كان في شارع الجمهورية «إبراهيم باشا سابقاً» لذا كانت الجماهير تغطي طوال الشارع من محطة مصر حتي ميدان الأوبرا بلا أية مبالغة.. لك أن تتصور أن كل طلاب الجامعة خرجوا وزحفت جماهير من معظم مدن مصر.. لم يستطع مصدق أن يخطب كثيراً لسببين.. أولاً لم تكن كل الميكروفونات التي أمامه كافية لوصول صوته لكل الجماهير.. ثانياً لأنه لم يستطع أن يحبس دموعه فبكي.. فاشتعلت الجماهير هاتفة له متأثرة بدموعه.. فتقرر أن يؤجل خطابه إلي المساء لكي يلقي الخطاب عبر أثير الإذاعة، لم يكن هناك تليفزيون بعد.

• من هو محمد مصدق؟

محمد مصدق (1880- 1967) هو أحد قادة إيران السياسيين الذي أمم عددا كبيرا من شركات النفط البريطانية في إيران، ونجح إلى حد ما في خلع الشاه عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة (1951- 1953).

نشأ محمد مصدق كأحد أفراد الصفوة الإيرانية الحاكمة باعتباره ابن أحد موظفي الدولة الإيرانية. حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة لوسان في سويسرا، وعاد إلى إيران عام 1914 حيث عين رئيسا لحكومة مقاطعة فارس. وبقي في الحكومة متتبعا لتنامي قوة رضا خان، في عام 1921 عين وزيرا للاقتصاد وبعدها وزيرا للشؤون الخارجية لفترة وجيزة. كما انتخب عضوا في البرلمان عام 1923. عارض انتخاب رضا خان “شاه” لإيران، فأجبره الشاه على اعتزال الحياة السياسية عام 1941.

عاد مصدق إلى الحياة العامة عام 1944، عندما انتخب مجددا للبرلمان، دافع مصدق بكل جرأة عن القومية، ولعب دورا هاما في معارضة منح الاتحاد السوفياتي ترخيص العمل في حقول النفط شمال إيران كتلك المنح المعطاة لبريطانيا في جنوب إيران. وبنى مصدق قوة سياسية ذات ثقل كبير، أساسها دعواته إلى تأميم شركات النفط.

في عام 1951 أجاز البرلمان الإيراني تأميم النفط، فزادت قوة مصدق وشهرته، الأمر الذي أجبر الشاه على تعيينه رئيسا للوزراء. واستمرارا لمسيرة الصراع على تطوير الحكومة الإيرانية بين الرجلين حاول الشاه صرف مصدق من عمله رئيسا للوزراء عام 1953، فخرجت الجماهير المؤيدة لمصدق إلى الشوارع مدافعة عنه، ومجبرة الشاه على مغادرة البلاد.

بعد أيام قليلة، وبدعم من الولايات المتحدة، نحي مصدق عن الحكم، وعاد الشاه إلى البلاد وحكم على مصدق بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الخيانة، وبعد انتهاء المدة فرضت الإقامة الجبرية عليه في منزله بقية حياته إلى أن توفي عام 1967. ولكن ثمرة كفاح مصدق في تأميم شركات النفط وخضوعها لسيطرة الحكومة الإيرانية ظلت مستمرة.


مواضيع متعلقة