"الجارديان" توثق جرائم اغتصاب الرجال في سجون ليبيا بـ"الصواريخ والعصي"

كتب: مصطفى الصبري

"الجارديان" توثق جرائم اغتصاب الرجال في سجون ليبيا بـ"الصواريخ والعصي"

"الجارديان" توثق جرائم اغتصاب الرجال في سجون ليبيا بـ"الصواريخ والعصي"

ترتكب الفصائل المتنافسة في ليبيا، جرائم اغتصاب للرجال بشكل منهجي كأداة للحرب والهيمنة السياسية، وهذا وفقا لشهادات متعددة جمعها المحققون، حيث أنتجت سنوات من عمل مجموعة ناشطين، مقرها تونس، بالتعاون مع صحفي من صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقارير مروعة من الضحايا، ولقطات فيديو تبين أن الرجال يغتصبون بوسائل مختلفة، بما في ذلك "مقابض الصواريخ" و"عصي المكانس"، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وفي عدة حالات، يقول الشهود، لصحيفة "الجارديان"، إن الضحية تلقى في غرفة مع سجناء آخرين، أمروا باغتصابهم أو قتلهم، موضحة أن هذه الفظائع تنفذ لإهانة المعارضين وتحييدهم في بلد لا يسيطر عليه القانون، بل تسيطر عليه الميليشيات.

 ويعتبر اغتصاب الذكور من المحرمات في المجتمعات العربية، حيث يشعر المتضررون بشكل عام بأضرار بالغة من أجل العودة إلى الحياة السياسية أو العسكرية أو المدنية.

ويقول أحد الشهود، ويدعى أحمد، للمحققين إنه احتجز لمدة 4 سنوات في سجن في طمينة، على مشارف مصراتة، وأشار إلى "إنهم يعزلونا لكي يقهرونا، ولا نستطيع أن نرفع رؤوسنا مرة أخرى. وكانوا يصورون كل شيء بهواتفهم المحمولة".

وأوضح الشاهد كيفية إرتكاب هذه الأفعال المشينة: "يأخذون مكنسة ويثبتونها على الحائط. وإذا كنت ترغب في تناول الطعام، عليك أن تخلع ملابسك، وتعود إلى المكنسة ولا تحرك حتى يرى السجان الدم يتدفق. لا أحد يستطيع أن يهرب منهم ".

واتهم نظام القذافي باستخدام الاغتصاب كأداة للحرب خلال ثورة 2011 التي أطاحت به، وحتى الآن لم يكن هناك دليل قاطع.

وقال أحد الليبيين المنفيين في تونس، سمى نفسه رمضان فقط لأسباب أمنية: "الموالون للقذافي اغتُصبوا خلال الثورة، وعندما هزموا، عانوا من نفس العنف"، حسب صحيفة "الجارديان".

ومركز التحقيق هو مكتب صغير في تونس، حيث قضى رمضان ورجل يدعى عماد، ثلاث سنوات لجمع الأدلة، وسافر عماد إلى ليبيا هذا العام لجمع الشهادات. وفي جنوب طرابلس التقى زميلته منى الذي وثقت عشرات الحالات.

وفي فيديو شاهده محرر "الجارديان"، يظهر شاب صغير على الرمال، يطأطئ رأسه مرعوباً. يعمد أحدهم إلى تعريته ثم يحشر قاذفة صواريخ تصل إلى الأرداف في مؤخرته، قبل أن تتحول الكاميرا بعيداً.

وفي إحدى الحالات، كما ذكر عماد، جندي سابق موال لمعمر القذافي قال إنه اغتصب مرارا وتكرارا بمقبض مكنسة ثابتة على الحائط".

وظهرت أدلة أخرى من مجموعة ممن يهمهم الأمر، مقرهم مبنى صغير بالقرب من طرابلس. سلموا 650 ملف مرتب حسب الترتيب الأبجدي، واحتوى العديد منهم على ادعاءات بالاغتصاب ضد أشخاص من قبيلة تاورغاء، قبيلة أفريقية سوداء اتهمت سابقا بدعم القذافي، واغتصاب أعدائهم خلال الثورة.

واجهت هذه القبيلة انتقاما رهيبا. حيث دمرت مدينتهم، تاورغاء، وانتشر 35،000 نسمة منها في عدة مخيمات للنازحين داخليا في بنغازي وطرابلس.

في أحد المخيمات، جنوبي طرابلس، يروي علي ما شهده قائلاً "بعضنا كان يبقى محتجزاً في الغرفة عارياً لمدة ليلة كاملة مع مجموعات من المهاجرين. ولا يطلق الحراس سراحهم حتى يغتصب بعضهم بعضاً".

وفي مخيم آخر، جنوبي طرابلس، قالت فتحية، إن النساء تعرضن لانتهاكات جسدية وكذلك الرجال. وتعترف أن عائلتها بأكملها قد انتهكت من قبل ميليشيا من مصراتة، وتم استهداف الرجال عمدا.

وعند سؤالها عن السجناء الآخرين، علقت فتحية: "لم أسمع سوى أصوات الرجال. كانوا يصرخون ليلاً ونهاراً".


مواضيع متعلقة