مأساة الطفل "يوسف" سجن والديه جعله يسكن الشارع: "نفسي أشوف أبويا وأمي"

مأساة الطفل "يوسف" سجن والديه جعله يسكن الشارع: "نفسي أشوف أبويا وأمي"
بوجه عابس، وجسم يرتعش مع بداية حديثه، وحزن يملأ عينيه الذي لا يرى بهم إلا طشاشا، وطفولة قتلت بداخله في بدايتها، يفترش الأرض حافي القدمين يتجول بالشوارع ليلا نهارا، لا مأوى له سوى الطرقات تارة والمحال تارة أخرى.
حياة الطفل يوسف، المأساوية قبل بلوغه عامه العاشر، جعلته محط اهتمام المارة حوله بشوارع "الغورية"، فدخول والده ووالدته السجن منذ عام، جعله يلجأ للشوارع لتكون ملاذا له لعدم عيشه وحيدا، يستأنس بالناس والمارة أمام المحلات، "من وقت ما أبويا وأمي دخلوا السجن وأنا عايش كده"، وفق يوسف.
لا يعلم يوسف، سبب سجن والديه، فهو لا يدرك الأمور كما هي من حوله، فمنذ دخولهما السجن، ظل يوسف عند صديقة والدته، هو وشقيقته صاحبة ال3 سنوات، ولكنها كانت تتزمر من وجوده بمنزلها ليترك شقتها هاربا فورا "عندها بنات ومابتحبش تقعدني عندها وبتمشيني، فسبتها واختارت الشارع".
يمسح دموعه بيديه المشققتين، من آثار العمل وجمع القمامة، التي تركها ليبيع المناديل رغبة في كسب قوت يومه ليحيا بشراء الطعام والشراب "أنا نفسي أشوف أبويا وأمي وأعيش معاهم"، ليكمل حديثه "بضايق من الجو السقعة بالليل..بس مابحبش حد يبصلي بنظرة شفقة..وكان نفسي أعيش طفولتي".