المنيا.. أسطول السيارات متواضع.. والأجرة «VIP»

كتب: إسلام فهمى

المنيا.. أسطول السيارات متواضع.. والأجرة «VIP»

المنيا.. أسطول السيارات متواضع.. والأجرة «VIP»

نظراً لأنها الوحيدة القادرة على منافسة قطارات السكة الحديد فى شمال الصعيد، لم تشفع أعطالها وحوادثها المتكررة وسوء حالتها لخفض سعر تذكرتها، التى ارتفعت إلى مستويات قياسية، تضاهى أسعار تذاكر قطارات الـ«VIP»، ومع ذلك تظل أوتوبيسات النقل العام بمحافظة المنيا دون المستوى المطلوب، نظراً لأن معظم الزيادات المتكررة فى تعريفة الركوب لا تذهب إلى أعمال الصيانة والتطوير، ضمن سياسة تتبعها الشركات ترشيداً للنفقات.

«المضطر يركب الصعب»، هكذا قال «محمد عبادة السيد»، موظف بالمعاش، واصفاً أسطول أوتوبيسات النقل العام، التى تقل المواطنين من المنيا إلى القاهرة وأسيوط وبنى سويف والغردقة، وهى الخطوط الرئيسية التى تربط المنيا بالمحافظات الأخرى، وقال: «أستقلها عندما أكون مضطراً، بسبب الزحام الشديد فى القطارات»، وتابع بقوله: «رغم أن سعر التذكرة للفرد الواحد فى شركة الوجه القبلى يبلغ 65 جنيهاً، لكن هذا السعر لا يتناسب مع مستوى الخدمة المقدمة، فكثيراً ما تحدث أعطال فى الإطارات أثناء الرحلة، ونتعطل عن مصالحنا، كما أن التذكرة الواحدة تشمل خدمة التكييف والتليفزيون، ولكن كثيراً ما يكونان معطلين»، وأضاف أن «الأجرة زادت بمقدار الضعفين، خلال أقل من 4 سنوات، وكنا نعتقد أنه بعد هذه الزيادات سوف يتم تطوير الخدمة، وشراء أوتوبيسات جديدة بدلاً من القديمة والمتهالكة، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث».

{long_qoute_1}

وقال «على عمر»، مدرس، إن «شركة الوجه القبلى أفضل من نظيرتها فى القطاع الخاص، حيث إن الثانية مساوئها كثيرة، ومنها عدم وجود مواقف لها، ومواعيدها غير منتظمة، وارتفاع أسعار تذاكرها دون مبرر، كما أن سياراتها قليلة ولا توجد سيارات احتياطية للطوارئ، وفى حالة حدوث أعطال نتعرض للبهدلة لحين إصلاح العطل، وخبرة العاملين بها قليلة، وأحياناً يندم المسافرون لاستقلالها، ولكن نظراً لصعوبة المواصلات على خط الصعيد، يكونون مضطرين لذلك، بدلاً من ركوب سيارات ميكروباص تعرضهم لحوادث مروعة».

وحذر «محمد يحيى عبدالله»، سائق بشركة للنقل العام على خط البحر الأحمر، من خطورة شركات الأوتوبيسات وإهمالها عن عمد، قائلاً: «فاقد الشىء لا يعطيه، فمعظم السائقين يعملون فى ظروف سيئة، ويلقون معاملة غير آدمية من الإدارة، التى تقوم بتسريحهم حال المطالبة بشراء قطع غيار أصلية، وإذا تعرض سائق لظرف مرضى طارئ، وطلب إجازة، يقابل طلبه بالرفض، ما يدفع السائقين إلى القيادة وهم فى حالة إعياء، وينتج عن ذلك وقوع حوادث، والمؤسف أنه عندما يكتشف سائق وجود أعطال وعيوب بالسيارة، قد تؤدى إلى وقوع حادث كارثى، يرفض التحرك بها خوفاً على حياة الركاب، فتتم مجازاته على اعتبار أنه ممتنع عن العمل ويتحمل وحده ثمن الرحلة».

وأضاف «لا تهتم جميع الشركات بتعيين سائقين احتياطيين، والسائق بيشتغل كل حاجة، مثل تحصيل ثمن التذاكر لعدم وجود كمسرية، وإصلاح الأعطال الميكانيكية، ورغم كل ذلك لا يحصل على إجازاته بانتظام ويتعرض لخصومات كثيرة لأتفه الأسباب، ما يجعل معظمهم يقود السيارة وهو فى حاله نفسية سيئة تعرض حياته وحياة المواطنين للخطر».

ويستعرض أحمد خالد، سائق بشركة نقل خاصة، بعض مساوئ تلك الشركات، موضحاً «الإدارة تحقق مكاسب كثيرة، ورغم ذلك لا تهتم بتحديث الأسطول القديم، ومن أبرز مظاهر الإهمال إجراء أعمال صيانة شكلية تكون على فترات متباعدة لآلات الجر والموتور، واستخدام قطع غيار وإطارات من أردأ الأنواع، وعدم تغيير الإطارات المتهالكة والمعرضة للانفجار أثناء السفر والسير بسرعات كبيرة».

وقال «عندما نلاحظ وجود عيوب فى الكاوتش أو قدمه نبلغ الإدارة لتغييره ولكن لا تستجيب ويتم نقل الكاوتش من الأمام للخلف على اعتبار أن الأهم الإطار الأمامى لأنه يشكل خطورة حال انفجاره حتى الاستبن لا يصلح للسير لمسافة كيلومتر، ونضطر كثيراً لاستخدامه طوال الرحلة، ورغم أننا نرتضى بذلك رغماً عنا لكن المشكلة لا تحل ونواجه الموت بسبب انفجار الكاوتش أثناء الرحلات الطويلة والقدر ينقذنا كثيراً من الموت المحقق»، وتابع «السائقون والعمال يتعرضون لظلم وهضم حقوق، ويعملون بنظام أشبه بالسخرة، وإذا تظلم أحد يتم فصله تعسفياً بحجة الغياب المتكرر».

{long_qoute_2}

ودافع مجدى محمد، مدير محطة بإحدى شركات النقل العام، عن شركته، قائلاً «يثق بها المواطنون وتقل قطاعاً عريضاً منهم، ولدينا خبرة فى هذا المجال تمتد لنحو 80 عاماً، وشعارنا هو راحة المواطن، ونراعى الحالات الإنسانية فى كثير من الأحيان، ونلتزم بتطبيق معايير السلامة والأمان ومنها التشديد على عدم تجاوز السرعات المقررة، ووجود طفايات حريق، ومنح السائقين الراحة الكافية، والالتزام الدقيق بقواعد المرور والمواعيد حفاظاً على السمعة، أما بالنسبة لرفع أسعار التذاكر فهذا شىء يخص الهيئة ومرتبط بارتفاع مصاريف التشغيل المرتبطة بالسولار والزيوت وشراء قطع الغيار والإطارات التى ارتفع سعرها بشكل كبير خلال الفترة الماضية».

وأضاف «نملك أسطولاً كبيراً من السيارات، وعربات من ماركات دايو ومرسيدس 48 و45 راكب، والسيارات المكيفة يستقلها الأغلبية وتوجد سيارات (VIP)، سعر تذكرتها 90 جنيهاً من المنيا للقاهرة، ولنا رحلات يومية منتظمة لمحافظات القاهرة والبحر الأحمر وشرم الشيخ، والأخيرة بسعر 105 جنيهات، حيث تنطلق رحلة كل ساعة تقريباً، ولنا استراحات على طول الطريق، وأعمال الصيانة تتم على أعلى مستوى، فالسائق عندما يبلغ عن وجود أعطال لا نسمح له بالتحرك قبل إصلاحها، بمعرفة مجموعة من أمهر الميكانيكية، ونتلقى جميع شكاوى المواطنين ونتعامل معها بجدية ونتخذ اللازم، ونراعى الحالات الإنسانية فعندما نجد راكباً مريضاً معه طفل لا نحمله ثمن تذكرتين، ونكتفى بواحدة، وأيضاً نراعى كبار السن».

أما بالنسبة للسائقين والكمسارية فيعملون 22 يوماً فى الشهر ويحصلون على حقوقهم كاملة فى حالة الالتزام بمواعيد العمل والانتظام، ولهم راحات وإجازات منتظمة، ويوجد سائقون وكمسارية احتياطيون يحلون محل زملائهم فى حالة حدوث ظرف طارئ.


مواضيع متعلقة