كيف تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على دماغ الإنسان؟

كتب: وكالات

كيف تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على دماغ الإنسان؟

كيف تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على دماغ الإنسان؟

عرض جراح الأعصاب الأمريكي دونالد هيلتون، التداعيات التي تخلفها الأفلام الإباحية على دماغ الشباب، الذين يتعرضون لوابل من هذه الأفلام.

ولم تخفَ خطورة هذه المسألة على البابا فرنسيس الذي استقبل، الجمعة، 150 خبيرًا في مؤتمر الفاتيكان، ودعا كل فئات المجتمع إلى «إيقاظ الضمائر».

وقال هيلتون، على هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي المتعدد الاختصاصات حول المخاطر الجنسية المحدقة بالأطفال على الإنترنت في روما: إن «الخلايا الدماغية تتغير في ظل اكتساب المعارف. ويضرّ التعلم في حالة من الإدمان بالدماغ كثيرًا، فنصبح متمسكين ببعض أنماط السلوك وبعض الأذواق».

وحول التأثيرات على دماغ الأطفال الذين يتعرضون للإفلام الإباحية، أوضح هيلتون أنه» عندما يكون الدماغ بانتظار مكافأة ما، كما هي الحال في الأفلام الإباحية، يكون جد متأثرًا لدرجة لا تُنسى. فالطفل البالغ من العمر 12 عامًا الذي يشاهد مشاهد إباحية قوية يكون في حالة ذهول كاملة».

وبين أن الدماغ يحبذ كل ما هو جديد ومختلف، فهو يرغب في مشاهدة وجه أو جسم جديد، حيث لا يتوانى الصبيان، والآن الفتيات بشكل متزايد، عن تصفح الإنترنت مطولًا لإيجاد مواد إباحية جديدة تشبع رغباتهم.

وأشار إلى أن كثيرًا من الأبحاث العلمية التي أظهرت أن إشباع الرغبات الجنسية، لا سيما من خلال المواد الإباحية على الإنترنت، يتسبب بحالة إدمان شديد.

تدمير المشاعر

وردًا على سؤال حول إمكانية تقليد الشباب لما يشاهدونه في الأفلام الإباحية، قال هيلتون: إن المواد الإباحية باتت تدمر القدرة على الإحساس بمشاعر مختلفة. وهي تدفع عددًا متزايدًا من المراهقات إلى القبول، رغمًا عنهن، بعلاقات جنسية غير سليمة ومؤلمة.

وبيّن أن 93 % من الفتيان و62 % من الفتيات دون الثامنة عشرة تعرضوا لمواد إباحية على الإنترنت.

وأظهرت دراسة شملت الأفلام الـ 250 الأكثر شهرة، أن 88 % من المشاهد تحتوي على اعتداءات جسدية على نساء. ويمكن أيضًا أن يفضل بعض الرجال في نهاية المطاف الأفلام الإباحية على العلاقات الجنسية الفعلية، باعتبارها أكثر إثارة وعنفًا.

وأشار هيلتون إلى دور تقنية الواقع الافتراضي في تعزيز المواد الإباحية ضمن تجربة رباعية الأبعاد أكثر تحفيزًا للحواس، وهي تقنية مكلفة من دون شك لكنها تثير اهتمام قطاع المنتجات الإباحية.

استغلال الممثلين

 وحول استغلال الممثلات والممثلين الشباب ووقوعهم ضحايا لصالح قطاع إنتاج هذه الأفلام، بين هيلتون أن القطاع يستغل الممثلات الشابات لمدة سنتين ليس أكثر، وهو يفرض عليهن مهام أكثر صعوبة مع تقدمهن في مسيرتهن. والمنافسة جد محتدمة في هذا المجال.

وقال: لطالما كان الجدل حول المنتجات الإباحية محصورًا بالمسائل الأخلاقية والدينية. لكن لا بد من التطرق إلى هذا الموضوع من منظور الصحة العامة، بعيدًا عن المقاربة الدينية.

المواد الإباحية والدعارة

وبيّن هيلتون في رده على سؤال حول إمكانية اعتبار المواد الإباحية وجهًا آخرَ للدعارة يستمتع من خلاله الرجال بالتفرج على نساء يتعذبن من أمام شاشاتهم، أن آلاف الأشخاص وأيضًا آلاف الحيوانات في العصور القديمة  كانوا يقتلون في الكولوسيوم على مرأى متفرجين يعشقون هذا النوع من العروض. وحلت اليوم الشاشات محل الكولوسيوم، ونحن أسوأ من الرومان لأننا نختبئ خلف أجهزتنا ليلًا ظنًا منا أن لا مشكلة في ذلك.

واختتم حديثه بالقول: «ينبغي لنا أن لا نسمح لقطاع المواد الإباحية بالتحكم بالتثقيف الجنسي لأطفالنا، ولا بد للمشرعين من اعتماد تدابير تحمي الأجيال الشابة».


مواضيع متعلقة