منفذ مجزرة "لاس فيجاس" جمع ترسانته بسهولة وبشكل قانوني

11:12 ص | الأربعاء 04 أكتوبر 2017

47 سلاحا ناريا من 3 مصادر وآلاف الذخائر وأجهزة تحول البنادق إلى سلاح يطلق النار وكأنه رشاش، تلك هي الترسانة التي جمعها ستيفن بادوك، منفذ مجزرة "لاس فيجاس" التي أوقعت 59 قتيلا وأكثر من 500 جريح. أما لمعرفة كيف تمكن من ذلك، فالجواب ببساطة أن مثل هذا الأمر سهل وقانوني تماما في الولايات المتحدة وخصوصا في ولاية نيفادا.

مع أن البلاد معروفة بقوانينها المتساهلة حول الأسلحة هناك بعض القيود على بيع عدة قطع سلاح للشخص نفسه. لكن إذا أراد شخص ما جمع ترسانة من البنادق على غرار "بادوك"، فذلك ممكن ولا يلفت الانتباه.

يتم شراء غالبية الأسلحة لدى باعة يحملون رخصًا فدرالية وعليهم التحقق من خلفية الزبائن، ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" بمقارنة أسمائهم مع 3 قواعد بيانات تضم أسماء المجرمين المعروفين.

إلا أن هذه اللوائح ليست متكاملة إذ تستند إلى تقارير ناقصة أحيانا من الولايات. وهذا ما يفسر كيف تمكن ديلان روف الذي قتل 9 أشخاص من السود داخل كنيسة في تشارلستون (كارولاينا الجنوبية) في 17 يونيو 2015 من شراء سلاح بعد التحقق من خلفيته، رغم أنه أدين بجريمة متعلقة بالمخدرات.

- لا يثير الشبهات

لكن إذا كان سجل شخص ما نظيفا مثل "بادوك"، المتقاعد الستيني، فبإمكانه شراء العدد الذي يريده من الأسلحة. إلا أن لورا كوتيليتا المسؤولة القانونية في مركز مكافحة أعمال العنف بالأسلحة النارية أشارت إلى وجود بعض الضوابط. إذ يتعين على باعة السلاح المرخص لهم والذين يتولون نحو 60% من مجمل عمليات بيع الأسلحة النارية إبلاغ هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية عند بيع قطعتين أو أكثر للشخص نفسه في غضون 5 أيام عمل. لكن وحتى في هذه الحالة "ليس هناك ما يوجب القضاء بالتحقيق".

وتحظر 3 ولايات هي "كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي" بيع أكثر من سلاح ناري للشخص نفسه لفترة بين 30 و90 يوما مع فروقات طفيفة بين هذه الولايات.

وفي المقابل، المجال مفتوح في سائر الولايات المتحدة حيث لا يتعين على باعة الأسلحة المستعملة التحقق من خلفية المشترين بالأضافة إلى عدم وجود قيود كثيرة على شراء البنادق.

في نيفادا، حيث قوانين الأسلحة النارية متساهلة، لم يجد بادوك صعوبة في جمع هذا الكم من الأسلحة دون أن يلفت انتباه أحد. وتابعت كوتيليتا "لا مجال أن يعرف "إف بي آي" أو هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية بالأمر إطلاقا.

- تحويلها سهل إلى سلاح أوتوماتيكي

لكن الملفت في مجزرة "لاس فيجاس" هو غزارة الرصاص عندما بدأ "بادوك" بإطلاق النار من غرفته في الطابق الـ32 من فندق "ماندالاي باي" على حشد من 22 ألف شخص كانوا يحضرون حفلا موسيقيا في الهواء الطلق.

وأوردت بعض التقارير، أن "بادوك" عدَّل بعض الأسلحة حتى تصبح أوتوماتيكية وبالتالي تطلق مئات الطلقات في الدقيقة الواحدة وبضغط واحد على الزناد. والأسلحة الأوتوماتيكية محظورة في الولايات المتحدة منذ 3 عقود.

إلا أن تحويل سلاح شبه أوتوماتيكي وأيضا بنادق "إيه آر 15" و"إيه كي 47" الهجومية والمتوفرة بشكل كبير في متاجر بيع الأسلحة في الولايات المتحدة، إلى سلاح أوتوماتيكي أمر سهل.

فمن الممكن شراء جهاز سعره 40 دولارا يتم تثبيته على الزناد فيجعل السلاح يطلق النار 3 أو 4 مرات كلما يتم الضغط عليه وهو أسرع من الضغط كل مرة على الزناد. ولقاء 99 دولارا يمكن شراء جهاز آخر يجعل السلاح يطلق النار بشكل متواصل حتى نفاد المخزن أي بمعدل 600 طلقة في الدقيقة أو أكثر.

هذه الأجهزة قانونية وتأتي بشهادة من هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية بأنها لا تشكل تحويلا غير قانوني للأسلحة. وأكد قائد شرطة "لاس فيجاس" جوزف لومباردو، الثلاثاء، أن "بادوك" كان لديه واحد على الأقل من هذه الأسلحة.