العلاقات "المصرية - الإيطالية".. عام ونصف بين سحب السفير وعودته

كتب: سلوى الزغبي

العلاقات "المصرية - الإيطالية".. عام ونصف بين سحب السفير وعودته

العلاقات "المصرية - الإيطالية".. عام ونصف بين سحب السفير وعودته

يصل القاهرة في غضون ساعات السفير جيامباولو كانتيني، الذي عينته الخارجية الإيطالية، سفيرًا جديدًا لبلاده لدى مصر، ليتولى مهام منصبه بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بعد أكثر من عام على سحب السفير الإيطالي.

استدعت الحكومة الإيطالية في أبريل الماضي سفيرها، وظلت السفارة في القاهرة دون سفير، كما لم ترسل الحكومة المصرية سفيرها إلى روما هشام بدر منذ عودة السفير المصري السابق عمرو حلمي في يناير الماضي.

كان هذا الإجراء على خلفية سير التحقيقات في مقتل الباحث وطالب الدراسات العليا جوليو ريجيني، 28 عاما، والذي اختفى من شوارع القاهرة في يناير 2016 وعُثر على جثته على جانب طريق سريع قرب القاهرة في 3 فبراير وعليها آثار تعذيب شديد، وكان من ضمن مساعي إيطاليا للحصول على أدلة من مصر عن مقتل ريجيني. واجتمع هيئات التحقيق في روما والقاهرة عددا من المرات العام الماضي، ولكن لم يوجه الاتهام لأي طرف من الأطراف.

وأعلنت إيطاليا في 14 أغسطس الماضي أنها ستعيد سفيرها إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب سير التحقيقات في مقتل ريجيني.

وبين الاستدعاء والعودة عُقدت عدة اجتماعات، ففي يوليو 2017، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي وفدًا من البرلمان الإيطالي برئاسة "نيكولا لاتوري" رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، وعضوية "ماوريتسيو جاسباري" نائب رئيس مجلس الشيوخ.

وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بأعضاء الوفد الإيطالي، مُعربًا عن تطلع مصر لتطوير العلاقات التاريخية التي تجمعها بإيطاليا ودفعها قُدما، ومؤكدا ثقته في قدرة العلاقات بين البلدين على تجاوز مختلف التحديات.

كما أكد الرئيس، أهمية مواصلة تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين وتكثيف الزيارات المتبادلة بين أعضاء البرلمانين، بما يساهم في زيادة التفاعل الشعبي ويضيف زخما متجددا لعلاقات الصداقة المتميزة بين الشعبين المصري والإيطالي، وأكد الرئيس كذلك أن مصر لن تنسى مواقف إيطاليا الداعمة لإرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو.

كما التقى وفد من الدبلوماسية الشعبية المصرية برئاسة أحمد الفضالي، بوفد المجتمع المدني الإيطالي والذي يزور القاهرة حاليًا، برئاسة السيناتور جيان فولوني وعضوية برلمانيين وسياسيين وأساتذة جامعات إيطالية، ووفقًا لبيان أصدر من قبل الوفد، فقد أعرب رئيس الوفد الإيطالي السيناتور جيان فولوني عن سعادته لوجوده في القاهرة عاصمة مصر الدولة العريقة، وذات الحضارة الإنسانية والتاريخية، مشددًا على أهمية استعادة العلاقات المصرية الإيطالية لقوتها وتميزها، خصوصا وإن حضارة البلدين تقف ضد أية محاولة للنيل منها والتأثير عليها.

وبحث النائب العام المستشار نبيل صادق ومسؤولون إيطاليون في 15 أغسطس الماضي، تطورات التحقيقات بشأن مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، وذكر بيان مشترك للجانبين، أن «صادق» ونائب الجمهورية في روما استعرضا في اتصال هاتفي التشاور في القضية وإطلاع الجانب الإيطالي على آخر مستجدات التحقيقات التي يتولاها فريق من النيابة المصرية عقب اللقاء السادس لوفدي البلدين في مايو الماضي.

وتابع البيان «دار الحديث على وجه الخصوص في شأن سؤال بعض ضباط الشرطة عن تحرياتهم التي أجروها عقب بلاغ نقيب الباعة الجائلين بالقاهرة، وكذلك في شأن أنشطة استرجاع البيانات الخاصة بكاميرات محطة مترو الأنفاق التي عهد بها إلى شركة أجنبية، وهو الإجراء الذي تم الاتفاق على مشاركة الجانب الإيطالي فيه».

وفي 18 أغسطس، أعلنت لجنتي الشؤون الخارجية في شقي "البرلمان الإيطالي"، عن عقد اجتماع مع الحكومة للإحاطة من قبل هذه الأخيرة بشأن موضوع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا ومصر.

وقال رئيسا اللجنتين في مجلس الشيوخ، بيير فرديناندو كازيني، ومجلس النواب، فابريتسيو تشيكيتو، في بيان مشترك إن الجلسة التي تقرر عقدها بعد ظهر 4 سبتمبر، تهدف إلى إطلاع القوى السياسية على تطور العلاقات بين البلدين منذ وفاة جوليو ريجيني، حتى قرار إرسال السفير جامباولو كانتيني إلى القاهرة.

وفي 4 سبتمبر الجاري، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، أن سفير بلاده لدى مصر جيامباولو كانتيني سيتسلم منصبه بالقاهرة في 14 سبتمبر الجاري، لافتا إلى أنه في اليوم نفسه، سيباشر السفير المصري هشام بدر مهامه في روما.

ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن ألفانو قوله في جلسة إحاطة أمام لجنتي الشؤون الخارجية لمجلسي البرلمان الإيطالي عن العلاقات بين إيطاليا ومصر، إن «مصر شريك لا غنى عنه بالنسبة لإيطاليا وكذلك إيطاليا بالنسبة لمصر، لذا فمن المستحيل ألا يكون لبلدينا حوار سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى».


مواضيع متعلقة