بالصور| سيدة تقاطع أمها لعشرات السنين: «مجرمة حرب.. ونازية»

02:01 م | الأحد 10 سبتمبر 2017

في العاشرة صباحا، داخل فندق فيينا، خرج طاقم عمل فيلم let me go واحدا تلو الآخر بمعدات العمل، يسير مخرج الفيلم بولي ستيل بخطوات متأنية وهاتفه على أذنه، وإلى جواره الممثلة جولييت ستيفنسون، بطلة الفيلم، تتناول وجبة الإفطار.

وفي انتظار القهوة، كانت «هيلجا شنايدر» (80 عاما) تجلس في البهو الرئيسي، وهي صاحبة فكرة العمل، التي ألهمت صناع الفيلم بالقصة، بعد نشر كتابها الصغير الذي أصبح أكثر الكتب مبيعا في العالم «أسوأ أنواع النازية»، عن تداعيات الحرب العالمية الثانية.

كان عمر «هيلجا» وقت الحرب في برلين 4 أعوام، حيث تخلت والدتها عن الأسرة من أجل أن تصبح حرسا في معسكرات الاعتقال، وحين دخلت «هيلجا» عقدها الثالث من العمر، غادرت ألمانيا إلى إيطاليا، وتزوجت هناك، لتفر من أجواء وذكريات الحرب، لكن في ستينيات القرن العشرين، وبعد عقود من الشعور بالسكون، لم تنس صدمتها.

تقول «هيلجا» وقد بدا عليها التأثر: «والدتي كانت محبة لأعمال النازية، وكانت فخورة بها للغاية، وعند إطلاق سراحها من السجن في 1948، بعد 3 سنوات قضتهم خلف القضبان لإدانتها بارتكاب جرائم حرب، لم تحاول الاتصال بي». بحسب «ديلي ميل» البريطانية.

رأت «هيلجا» والدتها صدفة مرتين، في العام 1970 و2002: «لا أملك ذكرى واحدة سعيدة مع والدتي، فارقتني في سن الرابعة، أمضيت بضع ساعات فقط معها».

تتذكر السيدة الثمانينية وقت الحرب، تقول: «كنت صغيرة، لم أفهم سبب ترك والدتي لي في الصغر، ما يؤلمني هو أوقات البرد والجوع، وما عشته من أجواء سيئة، في ظل سقوط القنابل، وما رافق تلك الأيام من ذكريات مزعجة».

أخفى والد «هيلجا» حقيقة أمها عنها، لكنها علمت بها في العام 1971. تقول السيدة الثمانينية: «منعت ابني من رؤية جدته، أشعر بالخجل من شيء ما بسببها، وحين سافرت إلى إيطاليا، غيّرت هويتي».

اتصلت «هيلجا» بمركز سيمون فيزنتال في فيينا، الذي وثّق الفظائع النازية، وطلبت منه مشاهدة الملفات عن والدتها، وأصيبت بصدمة أدت إلى اكتئاب، قائلة: «أمي كانت تشارك في كل ذلك؟!"، تقول إنها شعرت بأنها شريك في الجريمة: «لم أستطع التنفس أو النوم، كان عليّ الحصول على الدواء، أشعر بالذنب وكأني سببا في الإبادة الجماعية، وقتل كثير من الناس».