"الوطن" تحاور والد أول سباح "متأخر" يحاول عبور المانش: "فخور بابني"

"الوطن" تحاور والد أول سباح "متأخر" يحاول عبور المانش: "فخور بابني"
استطاع الشاب محمد الحسيني "17 عامًا"، أن يكتب اسمه في سجلات التاريخ كأول سباح على مستوى العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة يُحاول عبور بحر المانش من إنجلترا إلى فرنسا، عابرًا أكثر من نصف المسافة، وحالت ظروف الموج وحالة البحر دون إكمال المسافة، ليكفيه شرف المحاولة في حصد اللقب ورفع اسم مصر عاليًا بين دول العالم.
"الوطن" تواصلت مع والد محمد، المُقرر عودته إلى أرض الوطن في التاسعة من مساء اليوم، قادمًا من إنجلترا بصُحبة والدته التي رافقته رحلته، لمعرفة تفاصيل الاستعدادات السابقة للبطولة وكيف استطاعت الأسرة أن تتحدى ظروف محمد لتصنع منه بطلًا عالميًا.
في 19 ديسمبر عام 1999 وُلد محمد الحسيني، وتلقى والده خبر إصابة ابنه الأكبر بمرض "متلازمة داون" بصدمة شديدة، إلا أنه قرر ألا يستسلم وبدأ معه رحلة طويلة من التدريب والتأهيل تنوعت مابين جلسات العلاج الطبيعي والتردد على أساتذة التخاطب، واصطحابه إلى مكان عمله والجلوس مع أصدقائه ليعتاد التعامل مع الأسوياء بشكل طبيعي، وأخيرًا، حسبما أكد المهندس الحسيني كريم والد محمد لـ"الوطن" قرر الأب إلحاقه بمدرسة مُختلطة عادية وليست مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجه مع أفراد المجتمع بشكل طبيعي.
في السادسة بدأت الأم تباشر أمور المذاكرة والتدريب لمحمد بصحبة إخوته عمر وشهد، وقرر والديّه تلقيه تدريبات السباحة على يد مدرب إخوته، وليس مدرب لذوي الاحتياجات الخاصة، "جبت تصريح من إدارة النادي وأصريت إن محمد يتدرب مع إخواته عشان يتعامل مع الناس بشكل طبيعي".
تدرج البطل محمد الحسيني في السباحة وبدأ والده يشجعه على الالتحاق بالبطولات، وحقق نجاحًا على مستوى المحافظة ومنها إلى الجمهورية حتى وصل إلى المشاركة في بطولات دولية كان آخرها في يوليو الماضي في إيطاليا، حصد خلالها 4 ميداليات، وهو ما شجع مدربه الخاص أن يرشح اسمه للمشاركة في بطولة عبور بحر المانش.
ويقول والد محمد: "خالد شلبي مدرب محمد إبني اقترح إنه يشارك في بطولة المانش لما لاحظ تفوقه وتقدم مستواه في اللعبة، في البداية كنت أنا ووالدته خايفين عليه لكن اتشجعنا وبدأت معسكرات التدريب للاستعداد للبطولة في الغردقة".
ولم يتأثر المستوى الدراسي لمحمد بعد التحاقه بمعسكرات التدريب الخاصة بالبطولة التي قامت برعاية المركز القومي للإعاقة، وحسبما أكد والد محمد، كانت والدته بصحبته طوال الوقت لمساعدته على التدريبات إلى جانب تحصيل المناهج الدراسية.
وتلقى الأب خبر النجاح الذي حققه ابنه الأكبر بفرحة كبيرة رغم عدم استطاعته إكمال المسابقة بسبب ظروف البحر المتقلبة وانخفاض درجة حرارة المياه، ويروي هذه اللحظات قائلًا: "كنت بتابع مع والدته على التليفون طول الوقت وبلغتني إن محمد تعب في البحر لأنه قاعد تقريبًا ساعة بيصارع موجة عالية وسط درجة الحرارة كانت 10 وعضلات إيده ورجله نشفوا من البرد وقفت والكابتن بتاعه أصدر قرار إنه يطلع من البحر وميكملش سباحة واتعمل ليه كمادات مياه سخنة لكن أنا فخور بإبني رغم إنه مكملش المسابقة، لما طفل في السن ده بظروفه دي يقدر يقطع مسافة 16 كم في بحر المانش يبقى لازم أفخر بيه وكل المصريين يفخروا بيه".