هل يكون «الحسيني» رابع مصري معاق يعبر «المانش»؟

كتب: محمود عباس

هل يكون «الحسيني» رابع مصري معاق يعبر «المانش»؟

هل يكون «الحسيني» رابع مصري معاق يعبر «المانش»؟

تحدٍ جديد يشهده ذلك البحر الذي يعد جزءا من المحيط الأطلسي، يفصل بين إنجلترا وفرنسا، بعد أن بدأ المصري محمد الحسيني، السباح ذو الإعاقة الذهنية، رحلته، صباح اليوم، من أجل عبوره، محاولا بذلك استكمال قصة نجاح سبقه إليها 3 أبطال من ذوي الإعاقة عبروا البحر.

بدأ صاحب الساق الواحدة رحلته مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وحقق بعده ذكرى جديدة مع "المانش" في عقد التسعينيات من القرن الماضي، قبل أن يعود مثابر آخر ويتغلب على إعاقته الحركية بعبور "المانش" قبل 3 سنوات، غير أن "الحسيني" ينتظره رقم قياسي ربما يدفع به لموسوعة "جينز" العالمية حيال عبوره لـ"المانش"، باعتباره السباح الأول في العالم من ذوي الإعاقات الذهنية الذي يحقق ذلك الإنجاز.

السباح المصري خالد حسان، كان أول مصري طرق باب إنجازات "المانش" من ذوي الإعاقة في العام 1981، فلم يعبأ ذلك الشاب بحادث تعرض له بعد سقوطه تحت عجلات الترام، لتضيع إحدى ساقيه وهو في عامه العاشر، بل صمم أن يخضع لتدريبات يومية شاقة من أجل تحقيق حلمه، ليكون جاهزا خلال عام واحد، لخوض التجربة بمفرده، والنجاح في تحقيق رقم قياسي تمثل في عبوره بحر "المانش" في زمن لم يتجاوز 12 ساعة و39 دقيقة.

التحدي وصل لأوج صعوبته مع البطل المصري مصطفى خليل، الذي فاجأه القدر ببتر قدميه إثر سقوطه تحت عجلات القطار، في أثناء عبوره "مزلقان ناهيا" وهو في الثالثة عشر من عمره، ليقابل ذلك الحادث بابتسامة تقوده إلى عشق للحياة، تمثل في حلم أن يكون السباح الأول في العالم الذي يعبر "المانش" من دون قدميه، فيخضع لتمرينات لا تعرف الرحمة من أجل الوصول إلى يوم 21 أغسطس من العام 1992، الذي يسجل فيه اسمه ضمن عابري "المانش" في التاريخ الحديث.

الظروف تتشابه، فالقطار الذي دهس قدمي "خليل"، بالأمس، يبتر اليوم ساقي السباح أحمد ناصف، غير أن ذلك الأخير خضع لتحدٍ أصعب، تمثل في محاولته فاشلة لعبور "المانش" عام 2012، قبل أن يغلق باب نفسه في وجه اليأس ويعيد الكرّة مرة أخرى في أغسطس عام 2014، مع تشجيع حافل من أصدقائه ومدربيه الذين جنبوه أخطاءه الماضية، ليحقق أخيرا حلمه بعبور "المانش"، في زمن قدره 18 ساعة و50 دقيقة.


مواضيع متعلقة