قلعة صناعة الصدف فى أشمون تواجه «الانهيار» بعد تراجع السياحة وارتفاع الدولار

قلعة صناعة الصدف فى أشمون تواجه «الانهيار» بعد تراجع السياحة وارتفاع الدولار
- أسواق جديدة
- أصحاب الورش
- ارتفاع الدولار
- ارتفاع سعر الدولار
- البيع والشراء
- التخلص منه
- التطعيم بالصدف
- الحرب فى سوريا
- الحرف اليدوية
- الركود الاقتصادى
- أسواق جديدة
- أصحاب الورش
- ارتفاع الدولار
- ارتفاع سعر الدولار
- البيع والشراء
- التخلص منه
- التطعيم بالصدف
- الحرب فى سوريا
- الحرف اليدوية
- الركود الاقتصادى
قصة نجاح كبيرة يقترب عمرها من نصف قرن، حققتها قرية «ساقية المنقدى» مركز أشمون بمحافظة المنوفية بعد أن عرفت صناعة الصدف فى أوائل السبعينات من القرن الماضى لتقضى على شبح البطالة وتحقق شهرة واسعة فى مجال الصناعات اليدوية، تبيع منتجاتها دولياً ومحلياً بعد أن فاقت مهارات صناع القرية الكثير من صانعى الصدف فى الداخل والخارج، وتغلبت أيضاً على محاولات دول كبرى مثل الصين لتحويل الحرفة من العمل اليدوى إلى الماكينات ذات الإنتاج الضخم.
قصة النجاح بدأت بورشة الحاج محمود قوطة الذى تعلم الحرفة منذ نعومة أظافره بمنطقة الحسين ليعود للقرية بمهنة غريبة ليتم تأسيس عشرات الورش بخلاف المنازل التى تحولت إلى ورش صغيرة بمراحل إنتاج متخصصة تساعد الورش الكبيرة وتحقق عائداً مادياً كبيراً لأصحابها بجانب وظائفهم أو عملهم بحرفة الزراعة.
{long_qoute_1}
كريم محمود، صاحب ورشة بالقرية، أكد أن الصناعة اليدوية لتحف الصدف تمر بعدد من مراحل الإنتاج أساسها النجارة وتشكيل الأخشاب كبداية للمنتج مثل الكراسى والأنتريهات والفازات وصناديق الذهب والترابيزات وحلية الموبيليا ثم تأتى مرحلة تطعيم الصدف والتلميع وفى بعض الأحيان التنجيد لبعض المنتجات مثل الكراسى وصناديق المجوهرات. ويضيف «كريم»: «صناعة الصدف منتجاتها تكميلية أو ترفيهية وتعتمد فى المقام الأساسى على السياحة والتصدير، وانهيار السياحة أدى إلى ركود كبير فى عمليات البيع والشراء سواء من التجار أو المستهلكين»، مضيفاً أنه منذ سنوات كانت تحتوى القرية على أكثر من 100 ورشة ذات عمالة كثيفة ووقتها وفرت فرص عمل جيدة لشباب القرية والقرى المجاورة أيضاً وبعد انهيار السياحة وارتفاع سعر الدولار أصبحت الصناعة اليدوية بالقرية فى طريقها للانهيار بسبب ارتفاع الخامات مما أدى إلى تناقص كبير فى أعداد الورش التى انخفضت لما يقرب من 30 ورشة فقط ولجوء عمالها للعمل باليومية أو عمال بالمصانع نظراً لتعثر أصحاب الورش وفشلهم فى تسويق منتجاتهم. نبيل إسماعيل، أحد صناع الصدف، أكد أنه على الدولة أن تقوم بتسويق منتجات الحرف اليدوية ومنها الصدف لا أن تكون سيفاً على رقبة العاملين بالمهنة وأصحاب الورش. وتابع قائلاً: «الوضع حالياً مش مستحمل إن الحكومة تفرض ضرائب وتأمينات»، مضيفاً أن الضرائب تعد أكبر المشكلات التى تواجه المهنة بعد الركود الاقتصادى وارتفاع سعر الدولار فعليهم فقط إعادة إحياء المهنة وفتح أسواق جديدة داخلياً وخارجياً ووقتها تقوم الدولة بتحصيل الضرائب التى تريدها أما بالشكل الحالى فالمهنة تموت. وأضاف «نبيل»: «زمان كان بيشغلنا تجار من تونس والمغرب وقبل الحرب فى سوريا كانوا يصنعون شغل مشابه للصدف ولكن رسم أشكال على الخشب، والصين حاولت تعملها طباعة لكن هناك فرق شاسع بين الشغل اليدوى وشغل الماكينات أشبه بالفرق بين الصورة المطبوعة ولوحة فنان».
أيمن قوطة صاحب ورشة صدف، علق بشأن المطلوب من الحكومة لدعم الصناعة قائلاً: «مش مطلوب من الحكومة غير إنها تسيبنا فى حالنا». وأضاف أن الورشة التى يتعدى أفرادها 3 عمال تزيد بها الشريحة الضريبية ومن غير المعقول أن تقام ورشة حرفة يدوية على 3 عمال فقط فهى من الحرف كثيفة العمالة وكذلك يتم احتساب مرحلة الإنتاج الواحدة على أنها منشأة صناعية منفصلة حيث إن صناعة الصدف فى الأساس تعتمد على أعمال النجارة وتشكيل الأخشاب وهى عصب الصناعة وبالتالى لا يتم إنشاء ورشة للصدف بدون ورشة نجارة وكذلك مراحل التجهيز والتلميع والوضع الحالى لا يسمح بأعباء جديدة، وأكرر أن المطلوب من الحكومة أن تدعم الصناعة أو على الأقل تسيبنا فى حالنا». وأضاف: «كان من الممكن الاستفادة من زيادة سعر الدولار فى مجال التنافسية ولكن ما يحدث فى مصر حالياً لا يشجع على التصدير بعكس ما تروج له الحكومة حيث تم زيادة الجمارك على المواد الخام المستوردة بالرغم من أنه ليس له بديل محلى حيث يتم استيراد الصدف الطبيعى من اليابان وأستراليا وعمان»، وأضاف قوطة أن صناعة الصدف مهددة بالانهيار، وبالفعل هناك من أغلق ورشته لأنه لم يستطع مواجهة تلك المشكلات، وبالتالى تهدد أهل القرية بصفة عامة بالعودة مرة أخرى فريسة للبطالة بعد أن نجحوا لسنوات فى التخلص منها لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع تكملة هذا الشغل للنهاية فيضطر صاحبها إلى السفر والعمل بورش خان الخليلى والعديد من شباب القرية هجر المهنة ولجأ للعمل بمصنع للسماد لضمان دخل مالى ثابت يمكنهم من المعيشة وبناء مستقبلهم، ما يحتم ضرورة تشجيع الدولة والمستثمرين.
وفى النهاية طالب عدد من أصحاب الورش والعاملين بمهنة الصدف بإقامة مهرجان أو احتفال سنوى بفن الصدف يشارك فيه كل الورش وتدعى إليه وسائل الإعلام والصحافة وأصحاب محال الأنتيكات حيث إن هذا سيوفر دعاية حقيقية للقرية ويعرف بجماليات فن التطعيم بالصدف والحرف اليدوية قبل أن تنقرض.