أصحاب الورش وصناع مستلزمات النحل: «حركة البيع والشراء صفر»

كتب: عبدالفتاح فرج

أصحاب الورش وصناع مستلزمات النحل: «حركة البيع والشراء صفر»

أصحاب الورش وصناع مستلزمات النحل: «حركة البيع والشراء صفر»

 

تشتهر قرية البتانون، التابعة لمدينة شبين الكوم، بصناعة الخلايا الخشبية وكل مستلزمات الإنتاج الخاصة بالنحل، حيث يوجد بها نحو 15 ورشة وأكثر من 3 معارض كبيرة لبيع هذه المستلزمات، لكن الورش والمعارض تعانى من ركود تام فى حركة البيع بعد تدهور أوضاع صناعة النحل فى مصر بسبب نقص السكر.

جرجس عبده، صاحب محل بيع مستلزمات إنتاج نحل بقرية البتانون، يقول: «صناعة النحل مثل العجلة الدوارة، أى خلل فى أى حتة بيأثر على باقى العجلة، مفيش سكر، النحل بيموت.. بيوت النحالين بتخرب وبيخسروا وإنتاجهم بينكمش، فبالتالى محدش هيشترى خلايا نحل أو هيتوسع فى المناحل، الناس للأسف دلوقتى بتصفى المناحل بتاعتها، ومفيش حركة بيع نهائى من 4 شهور، كل اللى إحنا بنبيعه فى اليوم ممكن كيلو عسل أو مدخنة للنحل».

ويضيف: «خلية النحل سعرها الآن 85 جنيه، وسعر برواز الخلية 2.5 جنيه، زى دلوقتى السنة اللى فاتت كنا بنبيع 5 آلاف خلية، و50 ألف برواز، لكن دلوقتى ما بعناش ولا خلية، إنتاج المستلزمات يستفيد منه عشرات ومئات المواطنين، صاحب الورشة والنجار والتاجر، والسائق وصاحب السيارات والنحالين والمصدرين وشركات الشحن والجمارك وشركات التخليص الجمركى». {left_qoute_1}

يتابع صاحب معرض بيع مستلزمات النحل: «تصنيع المستلزمات لا يقتصر على الخلايا والبرواز، لكن يمتد إلى بدل النحالين التى تصنعها ورش الخياطة، بجانب مصايد الدبابير والمداخن، وصفائح بيع العسل بالجملة، وأقنعة الوجه»، وتابع: «عمر الخلية الافتراضى 10 سنوات وهى تتسع لنحو 10 آلاف نحلة ويتم تصدير بعض الخلايا من مصر إلى الكويت والإمارات، لكن بعد ارتفاع سعر الدولار الذى أدى إلى ارتفاع سعر الأخشاب، توقف تصدير هذه الخلايا بسبب اتجاه هذه الدول إلى الصين التى تبيعه بسعر أرخص، ويباع قناع الوجه الآن بـ25 جنيهاً، بعد أن كان سعره 15 جنيهاً، وسعر البدلة الكاملة الآن 85 جنيهاً بعد أن كانت بـ50».

أمير ميلاد، 35 سنة، ورث مهنة صناعة خلايا النحل عن والده، يقول: «ترك والدى بعد وفاته ورشة واحدة لتصنيع خلايا النحل، لكن فى خلال 3 سنوات فقط استطعت أن أجعل الورشة الواحدة 5 ورش، لأن الشغل كان كتير وكان التوسع فى صناعة النحل كبيراً، لكن ما قمت به فى 3 سنوات يضيع فى شهر واحد لأننى بصدد تصفية باقى الورش والاكتفاء بورشة واحدة وهذا يتطلب تسريح العمال، فى هذه الورشة مثلاً كان يعمل 15 عاملاً، لم يبق منهم سوى 5 فقط، وهم فى طريقهم إلى التسريح لعدم وجود حركة بيع، السنة اللى فاتت كان عليا 300 ألف جنيه كنت مشترى بيهم خشب والحمد لله سددتهم، لكن دلوقتى عليا 150 ألف جنيه مش عارف أسددهم لأن الخلايا اللى صنعتها مش عارف أبيعها، السنة اللى فاتت صنعت وبعت 20 ألف خلية».

ويضيف: «المفروض الدولة تشجع المهن الصغيرة والمتوسطة زى ما بيقولوا، لكن دلوقتى بيوتنا هتتخرب، أنا كان عندى طموح أتوسع فى تصنيع الخلايا، عشان كدا صممت مكنة جديدة لقص الشغل بدلاً من الطريقة اليدوية العادية، وعشان كدا قدرت أصدر منتجى للبنان والكويت، والعمال دلوقتى ما بيعملوش حاجة ومفيش شغل فخليتهم يدهنوا الخلايا وأنا أصلاً ما بدهنهاش مكناش بنفضى ندهنها من ضغط الشغل وسبب الأزمة دى كلها السكر».

ويقول هانى نبيل، نحال وصاحب معرض مستلزمات إنتاج نحل: «حتى لو السكر متوفر وسعره عالى هنخسر، ليه؟ لأن العسل منتج ترفيهى، لو واحد معاه 50 جنيه مش هيشترى عسل هيقول أجيب بيهم فرخة أو نص كيلو لحمة للعيال أحسن، عشان كدا الصناعة هتتأثر جداً بسبب ارتفاع سعر السكر العمود الفقرى لصناعة النحل والعسل فى مصر، أنا صدرت الشهر اللى فات خلايا للكويت بـ30 ألف دولار، وأبيع كل مستلزمات الإنتاج مثل الشمع والبرواز والسلك والعجينة، وللأسف محدش بيساعدنا على التصدير من الحكومة ولا نحصل على دعم كلها جهود فردية، وهنا فى البتانون الورش متخصصة فى إنتاج كل الأنواع، لأن التخصص فى إنتاج السلع ضرورى ومفيد».

 


مواضيع متعلقة