بالصور| صناعة الأحذية في دمياط مهنة قتلها الانفتاح.. وأصحاب الورش: البقاء "مستحيل"

بالصور| صناعة الأحذية في دمياط مهنة قتلها الانفتاح.. وأصحاب الورش: البقاء "مستحيل"
- أصحاب الورش
- أنور السادات
- ارتفاع أسعار
- الأسواق المصرية
- البيع والشراء
- السوق المحلى
- الغرفة التجارية
- توقف حركة
- خارج مصر
- سعر الصرف
- أصحاب الورش
- أنور السادات
- ارتفاع أسعار
- الأسواق المصرية
- البيع والشراء
- السوق المحلى
- الغرفة التجارية
- توقف حركة
- خارج مصر
- سعر الصرف
مهنة عريقة يمتد تاريخها لقرابة القرن من الزمان، اشتهرت بها محافظة دمياط لسنوات طويلة فكان لا يكاد يوجد شارع في المحافظة تخلو منه ورش صناعة الأحذية التي عمل بها نحو 100 ألف عامل حتى كادت تغطي السوق المحلي وتصدر للخارج، ومع ازدهار المهنة لسنوات عدة عادت للتراجع بعد فترة الانفتاح في عهد الرئيس محمد أنور السادات، حيث اكتسحت المنتجات الصيني الأسواق المصرية بعدما كان الحذاء الدمياطي هو المسيطر داخليا وخارجيا وتسبب ذلك في إغلاق العديد من الورش وتسريح آلاف العمال الذين اتجهوا لمهن أخرى ومن ظل في مهنته لم يعلمها لأبنائه كي تتوارث المهنة جيلا بعد جيل.
وظلت عدد من الورش والمصانع المتخصصة في صناعة الأحذية تحاول البقاء والمنافسة بقدر المستطاع ولكن عقب قرار تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الخامات بصورة جنونية ظل البقاء في المهنة أمر يكاد يكون مستحيلا، فأصحاب الورش المتبقية يكادوا يعملون ساعات قليلة لتدبير لقمة العيش لهم ولأبنائهم بعدما بات العمل في المهنة مخاطرة تكاد أيضا تكون مستحيلة.
"الوطن" رصدت الأزمة والتقت بمن ظلوا يعافرون حتى النفس الأخير في صناعة باتت تأخذ أنفاسها الأخيرة بنبرة حزينة، يقول "السيد محمد منصور" (57 عاما): "بشتغل في المهنة منذ صغري وقضيت فيها أجمل سنوات عمري نحو 35 عاما والآن بعافر بكل ما تبقى لي من طاقة في المهنة التي عشقتها ولا أرى نفسي في مهنة غيرها".
وتابع: "إحنا بنعاني أشد المعاناة وبات البقاء في تلك المهنة درب من دروب الخيال، فكافة الخامات المستخدمة في الصناعة زادت بنحو 120% خلال الشهريين الماضيين فحسب وهو ما تسبب في تراجع التجار عن الشراء منا فمن يأتي مرة لا يكررها ثانيا بعد الارتفاع الجنوني في الأسعار، فقبل قرار تعويم الجنيه كان في بيع وشراء والحالة ماشية نوعا ما، أما حاليا فلا بيع ولا شراء حتى تراجع البيع بنحو 100% ولو حد جاء للشراء تبقى نعمة من ربنا".
واستطرد: "ما شهدناه من اندثار لمهنة صناعة الأحذية في عهد الرئيس محمد أنور السادات، أبان الانفتاح لا يأتي شيئا جنب ما تشهده المهنة حاليا، فقديما كلما كنت تترجل في شوارع المحافظة تجد ورش صناعة الأحذية أمام عينيك أما الآن فزاد الطين بلة حيث كان يبلغ عدد العاملين في المهنة قديما نحو 100 ألف، والآن نحو 1% بما لا يتجاوز الألف صانع، والمهنة الآن تختفي تماما خاصة وأنه لا يوجد أجيال جديدة دخلت المهنة".
ووجه "السيد" رسالة للمسؤولين قائلا: "مفيش رقابة على التجار عايزين نشتغل والمهنة تستمر كل يوم والثاني غلاء في الخامات ولا في رقابة ولا في بيع ولا شراء"، مطالبا برفع الجمارك على مستلزمات الإنتاج فكلما توجهنا لشراء أي خامة يقولوا لنا الأسعار ارتفعت وتوفير الخامات بأسعار مناسبة، وافتتاح ورش أو مصانع متخصصة في صناعة الأحذية، ووقف استيراد الأحذية خاصة وأن المنتج الصيني بات يغرق الأسواق خاصة وأننا قادرون على منافسة الصناعة الأجنبية".
وعلى كرسي خشبي جلس الحاج علي دعبس (82 عاما) أحد شيوخ المهنة بورشته يضرب أخماسا في أسادسا ويتذكر فترة ما قبل الانفتاح والرواج وانتشار المهنة ويقارنها بوضعها حاليا بعدما بات شبح الانقراض يهددها .
وبنبرة حزينة يقول "دعبس": "خلاص المهنة انتهت في دمياط ولن تعود مرة أخرى"، مضيفا: "عقب ارتفاع أسعار الخامات لا عاد في بيع ولا شراء حيث ارتفعت أسعار الخامات بنحو 100% وأنا بشطب حاليا وهقفل هستمر ليه ومفيش شغل ولا عارف أشتري الخامات بسبب ارتفاعها الجنوني".
ويقول دعبس: "صناعة الأحذية انتهت في دمياط ولن تعود مرة أخرى لارتفاع أسعار الخامات الجنوني، وتوقف حركة البيع والشراء علاوة على عدم وجود أجيال جديدة تعمل في المهنة فالصنايعي حاليا لو تعب لن تجدي غيره".
وبدوره قال محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية في دمياط، إن ارتفاع الخامات طال كافة السلع وليست الأحذية فحسب.