«موزة».. ملكة على ورقة كوتشينة
- أستاذ علم الاجتماع
- إسرائيل ب
- إسقاط مصر
- الأمة العربية
- الإقامة الجبرية
- البلاد العربية
- البلدان العربية
- التعاون الخليجى
- الجيش التركى
- آل ثانى
- أستاذ علم الاجتماع
- إسرائيل ب
- إسقاط مصر
- الأمة العربية
- الإقامة الجبرية
- البلاد العربية
- البلدان العربية
- التعاون الخليجى
- الجيش التركى
- آل ثانى
تؤمن «موزة بنت ناصر المسند»، الأم الحاكمة للأمير النيجاتيف فى قطر، بأن الحياة كلها تتلخص فى «صفقة»: لقد دخلت القصر الملكى بصفقة سياسية، عادت بموجبها هى وأسرتها من المنفى بعدما تنازل بموجبها والدها عن معارضته الشديدة لآل ثانى (فى عام 1964 قاد والدها محاولة انقلاب فاشلة ضد الأمير الحاكم وقتها خليفة بن حمد فأمر خليفة بطرده هو وعائلته من قطر مستولياً على كل ما يملك من ثروات)، وفى المقابل اقتنع الشيخ «حمد بن خليفة» بجمالها المتواضع آنذاك لتستقر المعارضة فى مخدع النظام تحيناً للفرصة.
كانت «موزة» تعلم جيداً نقاط ضعف «آل ثانى»، إحساسهم بالضآلة الذى لم تشفِه ثروات النفط والغاز، رغبتهم فى الانقضاض على «العرش» ولو على جثث بعضهم البعض، عشقهم للقمار والنساء والعلاقات الشاذة، فلم تجد صعوبة فى استخدام ما تمتلكه من مكر ودهاء لإقناع «حمد» بالتنازل عن الحكم فى يونيو 2013 لنجلهما «الأمير النيجاتيف» التى تختلط فى شرايينه دماء «مسند وآل ثانى».. لتصبح هى الحاكم الفعلى والوحيد لقطر.
فى عام 2004 قُدّر لى أن أراها عن قرب، فى مؤتمر الدوحة الأول «حول الديمقراطية والإصلاح فى العالم العربى»، وكان من السهل أن تقرأ المشهد السياسى فى الدوحة: (موزة تعتلى المنصة وحمد ينصت بانبهار).. الشيخة/الأم تتحرك بعقدة «سوزان مبارك» فى قاعة المؤتمر، برداء سينييه وكمية مُبالغ فيها من الألماس، وجراحات تجميل لا تخطئها العين مهما كانت براعة الجراح الذى أجراها.. وهناك كانت صفقة من نوع آخر.
فوجئنا فى نهاية المؤتمر بإعلان «المؤسسة العربية للديمقراطية» برئاسة «موزة»، التى تمكنت من شراء أسماء سياسية رنانة ومؤثرة خصوصاً من المعارضة، وأممتهم تحت شعار «نشر الديمقراطية»، بينما كان الهدف الحقيقى هو تأصيل فكرة «الشرق الأوسط الكبير» بديلاً عن القومية العربية، وتذويب «إسرائيل» ثقافياً واجتماعياً بين العرب بأقوى سيناريو تطبيع!
لا تخفى «موزة» إعجابها بنموذج «ديمقراطية إسرائيل»، فقد قررت استبعاد المشاركة المصرية فى مؤتمراتها مكتفية بالوجود الإسرائيلى، وبعض الأسماء التى تعطيها دفعة فى حربها لانتزاع «ريادة نساء العرب»، وتجملها بمساحيق الأناقة الأكاديمية مثل الدكتور «سعد الدين إبراهيم» أستاذ علم الاجتماع السياسى وعرّاب صفقات «الإخوان- الدوحة- أمريكا».
صفقة «موزة» مع إسرائيل بدأت بعلاقة حميمة ربطتها برئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة «تسيبى ليفنى».. و«ليفنى» هى من جعلت «موزة» فاتنة القصر فى «قطر»، فدخلت إسرائيل من بوابة مستشفى «رامبام» لتجرى عمليات التجميل.. ثم من باب الامتنان أسست «موزة» شركة استثمارات لبناء المستوطنات الإسرائيلية، واختلطت الاستثمارات بالماسونية برد الجميل.. كما تؤكد صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
كانت رياح «الفوضى الخلاقة» قد عصفت بالعالم العربى، وأصبح الطريق إلى «الزعامة» ممهداً أمام «الأمير النيجاتيف»، كل المطلوب مزيد من صب البنزين على النار لتشتعل المنطقة العربية، وتتفكك وتنهار ليصبح من السهل على الأمير الصغير أن يحكم العرب وكأنه يلعب «بلاى ستيشن»!
الصفقات هنا مثل جبل الجليد، لم نرَ إلا رأسه، أما الجبل فظل يتحرك ببطء ليجرف الأمة العربية، وفك شفرة علاقة الدوحة بواشنطن لم يأتِ أوانها، وهى الشفرة الوحيدة التى تمكننا من فهم أسباب رعاية قطر للإرهاب وسعيها لهدم الدول العربية بعد أن حسبنا كل همها منازعة مصر على الزعامة فى المنطقة والكيد لإسقاطها.
ربما تكون «موزة» قد ثأرت لأسرتها وغربتها من «آل ثانى»، لكن شهوة الانتقام امتدت للقضاء على كل ما له علاقة بالقومية العربية، وبعد أن كان «حمد» ينافس على سرقة أضواء القمة العربية من «جامعة الدول العربية»، أصبح الخليج هدفاً أساسياً لموزة صاحبة الوصاية على الأمير «فاقد الأهلية»!
فشلت مخططات «موزة» فى إسقاط مصر بحكم الإخوان ثم بضربات الإرهاب الأعمى، ولم تتوقع أن يأتى اليوم ويصبح «صبيها الأمير» مجرد اسم على شبكة تليفون محمول، أو صورة على الخيار والنعناع.
لا أحسب أن «موزة» تصدق أنها أصبحت «ملكة» ولكن على ورقة «كوتشينة»، فى مملكة معزولة عربياً، أميرها تحت الإقامة الجبرية فى حراسة الجيش التركى، وذراعها الإعلامية (الجزيرة) مغلقة بإجماع عربى، وطهران تمن عليها بالأكل والشرب.. أما تهديدها بالانسحاب من «مجلس التعاون الخليجى» فمثل تهديد «زوجة ناشز» بترك «بيت الطاعة»!
لم تصبح «موزة» فى تاريخ العرب مثل «سوزان مبارك» ولا مثل الملكة «رانيا العبدالله» عقيلة العاهل الأردنى، لأنها لم تتبنّ مشروعاً ثقافياً أو فكرياً أو إعلامياً لوجه الحرية والوطن، بل كانت توظف كل مشروعاتها لخدمة أهدافها الخبيثة، وتتعمد اختراق البلدان العربية بمراكزها البحثية.
ثم جاء قرار مؤسسة المرأة العربية بسحب ترشيح «موزة» من جائزة السيدة العربية الأولى لدورتها السابعة، لعام 2017، بمثابة لطمة على وجه قبيح مهما تجمل، لأن إلغاء الترشيح -بحسب بيان المؤسسة- جاء بعد توافر بيانات وأدلة قاطعة تدين حكومة قطر وممارسات الحاكمين فيها من دعم وتمويل للإرهاب بكل أشكاله.
النهاية المتوقعة لـ«موزة» قد تغلق ملف «السيدة الأولى» التى كانت تحكم البلاد العربية من الباطن.. وبذلك سوف تستحق موزة لقب «السيدة الأخيرة»!