حامل لـ«فيروسين» يعمل فى مكافحة العدوى بـ«حضانات أطفال قوص»

كتب: أحمد عصر ورجب آدم

حامل لـ«فيروسين» يعمل فى مكافحة العدوى بـ«حضانات أطفال قوص»

حامل لـ«فيروسين» يعمل فى مكافحة العدوى بـ«حضانات أطفال قوص»

يتنهد ويزعق بصوته العالى وسط المرضى، يشيح بيديه يمينا ويساراً فى محاولة للتعبير عن غضب بداخله ظهر جلياً على تعابير وجهه الأسمر، «إزاى مريض بفيروس سى وبى يشتغل فى مكافحة العدوى»، جملة كانت هى صاحبة الصدى الأقوى بين طرقات مستشفى قوص المركزى، عندما نطق بها «صفوت راضى» أحد العاملين فى مكافحة العدوى بقسم الحضانات بالمستشفى، فى نقاش حاد دار بينه وبين أحد إدارييه.

معاناة يعيشها «صفوت» منذ أن تم انتدابه للعمل فى «قوص المركزى»، بعد أن كان عاملاً بالوحدة الصحية لقرية الجمالية، ليعمل بالتناوب فى المستشفيات المركزية للمحافظة، وهو ما اعتبره نقلاً تعسفياً، لا سيما بعد اكتشافه أن 5 فقط هم من تم نقلهم دون الباقى، ليذهب بعدها مباشرة إلى مدير الإدارة الصحية، يخبره أنه مريض بفيروسى «سى» و«بى»، وهو أمر يعد فى غاية الخطورة، لا سيما أن فيروس «بى» ناقل للعدوى، خاصة أنه يعمل بقسم الحضانات، إلا أن الرد جاء صادماً له: «قالى مالكش دعوة بغيرك وانتظم فى الشغل وإلا هتتفصل».

{long_qoute_1}

شكاوى متعددة تقدم بها «صفوت» إلى وكيل وزارة الصحة فى قنا، يرثى له حاله، لعله يخرجه مما هو فيه، إلا أن هذه الشكاوى لم تأت بالكثير: «قالى إن ده قرار محافظ ومايتلغيش غير بقرار محافظ»، إلا أن طبيعة مرضه جعلت وكيل الصحة بالمحافظة يؤكد له، حسب قوله، أنه يستحق العودة لعمله الأساسى وتسند إليه أعمال غير مخالطة للجمهور لكونه مريضاً ناقلاً للعدوى.

ولم تكن معاناة «صفوت» فى مرضه وحسب، وإنما كانت أيضاً فى بعد المسافة بين بيته ومستشفى قوص، ما يكلفه شهرياً قرابة 250 جنيهاً يصرفها على وسائل المواصلات فقط، فى الوقت الذى يتقاضى فيه راتباً شهرياً 900 جنيه، الأمر الذى يزيد من أعبائه فى إعالة أسرته المكونة من 3 أطفال فى الدراسة وأمهم.


مواضيع متعلقة