سمكرى معاق يعمل على كرسى متحرك: الشغل أرحم من مد الإيد

كتب: محمد غالب

سمكرى معاق يعمل على كرسى متحرك: الشغل أرحم من مد الإيد

سمكرى معاق يعمل على كرسى متحرك: الشغل أرحم من مد الإيد

على الرغم من إصابته بمرض شلل الأطفال، فإنه يعمل بمهارة شديدة داخل ورشته لتصليح أبواب السيارات فى شارع الأوبرج بالمنصورة، يواصل عمله بالورشة من على كرسى متحرك، لكنه أحياناً يضطر للوقوف على قدميه فى حالة لو كان الباب مرتفعاً عنه. حسن إبراهيم الشهير بـ«حسن اللول»، هو السمكرى الأشهر فى المنصورة، ذاع صيته بسبب إعاقته وإصراره على العمل بهذه الظروف: «أصعب حاجة فى شغلى إنى آجى على نفسى وأقف، رجلى الشمال ضايعة خالص واليمين تعبانى، لكن ربنا بيعين، باسند على كرسى وأمسك العكاز وأقف، ببقى حاسس بوجع شديد لكن باشتغل».

عندما كان عمره 3 سنوات، أخذ حقنة خاطئة أدت إلى إصابته بشلل، فى البداية كان يجد صعوبة شديدة فى الذهاب إلى المدرسة، كان أشقاؤه يحملونه على أكتافهم، حتى وصل إلى الصف الثانى الإعدادى، بعدها أصبح هناك صعوبة فى حمله إلى المدرسة فتركها، وأصر على العمل للاعتماد على نفسه، ذهب إلى صاحب ورشة لتصليح السيارات، وطلب العمل: «صاحب الشغل الله يرحمه، قال لى مش صعب عليك؟!، قلت له هتحدى وجربنى لو لاقيتنى وحش مشِّينى، إدالى فرصة أسبوع، وكان يقعدنى جنبه ويعلمنى وحببنى فى المهنة، ومع الوقت أثبتت نفسى فيها».

أجره حينها كان جنيهين ونصف أسبوعياً، كل يوم يمر يزداد حبه للمهنة، وتزداد طلبات الزبائن عليه: «كانوا يقولوا إحنا عايزين عم حسن هو اللى يصلح لنا الباب»، اجتهد أكثر حتى أصبحت له ورشته الخاصة، يصرف منها على ثلاث بنات وولد: «الحمد لله، الناس بتقول لى عندك ذكاء وربنا معوضك»، مهارته جعلته قادراً على تصليح جميع أنواع الأبواب القديمة والجديدة: «لما أروح البيت لازم أحط رجلى على مخدة، وفى المياه عشان الوجع»، يعود «حسن» إلى منزله بواسطة موتوسيكل مجهز: «ساكن فى أوضة فى الدور الأرضى، مليانة رطوبة مأثرة على عضمى، مكان مكتوم مش صحى، وكل اللى بحلم بيه حياة كريمة ليا ولعيالى».


مواضيع متعلقة