الشحات بيمد إيده.. ولما يحلم يتمنى «كرسى متحرك يشحت عليه»

كتب: رحاب لؤى

الشحات بيمد إيده.. ولما يحلم يتمنى «كرسى متحرك يشحت عليه»

الشحات بيمد إيده.. ولما يحلم يتمنى «كرسى متحرك يشحت عليه»

وسط ميدان المطرية، افترش جلال محمد عبدالعال الأرض، يلتمس من قادة السيارات المجاورين له «مفك»، على سبيل السلف، البعض سارع بالمرور، هاتفاً فى وجهه: «انت مجنون، حد يقعد القعدة دى فى وسط الطريق؟»، فيما تعاطف معه آخرون ومنحوه المفك المنشود لإصلاح كرسيه المتحرك.

{long_qoute_1}

بتوتر شديد بدأ فى جره إلى أحد الأركان زاحفاً، دون مساعدة من أحد، انكب عليه فى محاولة يائسة لإصلاحه، مؤكداً: «مش عاوز أركنك جنب اخواتك، هامشى إزاى؟»، تساءل القعيد الستينى بيأس، فقد سبق أن فقد ثلاثة مقاعد متحركة من قبل: «مابيستحملوش، نوعهم رخيص بيفكوا على طول وأنا تقيل».

كان «جلال» واحداً ممن أصابهم شلل الأطفال، عجز أصاب قدميه ولم يصب حياته، حيث أصر على الزواج، وأنجب من الأبناء خمسة، كانت الأمور تسير بصورة طيبة داخل الكشك الخاص بهم، فى منطقة المطرية إلى أن قررت البلدية أن كشك «جلال» قبيح ويمثل مخالفة داخل الحى المنظم، فتمت إزالته. تعاطف معه بعض أبناء الحلال وساعدوه على إعادة بناء الكشك الذى لم يلبث أن حظى بهدم جديد، مصيبة حوّلت الرجل بين ليلة وضحاها من صاحب كشك إلى شحاذ.

فوق الكرسى المتحرك ركض من قبل خلف المحافظ الذى كان يتفقّد الميدان، أخبره ما حدث، فوعده الرجل بفاترينة جديدة، ليكتشف فى ما بعد أن الوعد لم يكن سوى كذبة «رُحت الحى يقولوا لى شوف مكان، أجيب مكان يقولوا لى مش مناسب، شوف غيره». سنوات كثيرة مرت على الحدث الفارق الذى أطاح بحياة «جلال» حتى أصبحت أمنيته الوحيد «نفسى أبطل شحاتة، مابابقاش مبسوط وأنا مادد إيدى للناس» أصبحت آمال الرجل بالكامل تتلخّص فى فاترينة، وموتوسيكل خاص بالمعاقين: «تعبت من العجل وتصليحه، نفسى أتنقل من غير ما أنزل الأرض أفك وأركب، ولا أمشى وفى جيبى الكماشة».


مواضيع متعلقة