تعرف على أصل وحكم صيام "الستة من شوال"

كتب: دينا عبدالخالق

تعرف على أصل وحكم صيام "الستة من شوال"

تعرف على أصل وحكم صيام "الستة من شوال"

بعد انقضاء شهر رمضان، يبدأ الكثيرون صيام 6 من شوال، المعروفة بـ"الستة البيض"، إعمالا للسنة النبوية، ما يثير تساؤل وجوب تلك السنة والأوقات الأفضل لتأديتها.

الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق، قال عبر موقع دار الإفتاء، إن الأيام البيض هي "أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، سُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه، فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازا، وقد جاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: (صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ) رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".

وأوضح جمعة، أن الأيام الستة من شهر شوال، فهي تلك الأيام من شوال، التي يُندَب صيامُها بعد شهر رمضان ويومِ الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

وتابع مفتي الديار السابق، أن "هذه الأيام لا تُعرَف بالأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، إلا أنَّ هذا الإطلاق الشائع بين الناس له وجهٌ صحيح من اللغة، فإنَّ الغُرَّة في الأصل: بياضٌ في جبهة الفرس، فيجوز تسمية البياض غُرَّةً والغرة بياض على جهة المجاز بعلاقة الحاليَّة والمحلية، وقد سَمَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأيام البيضَ بالغُرِّ فقال: (إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْغُرَّ)، أَي الْبِيض. رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه ابن حبان. وسُمِّيَت ليالي أول الشهر غُرَرًا؛ لمعنى الأوَّليَّة فيها، وقيل: لأوَّليَّة بياض هلالها، كما أن الغُرَّة هي البياض في أول الفرس، ولعل في تسميتها بالبيض إشارةً إلى استحباب صومها في غُرَر شهر شوال بعد يوم الفطر مباشرة".

وفيما يخص مدى مشروعية صيام 6 أيام من شوال ثوابها، قال جمعة، إن صيام هذه الأيام سُنة عند كثير من العلماء، يحتسب فيها المسلم مع صيام أيام رمضان كأنه صام العام كله؛ حيث إنه بذلك يكون صام 36 يوما والحسنة بعشر أمثالها أي 360، وهي عدد أيام السنة، كما لاحظ العلماء أنها تكون بالنسبة لرمضان مثل صلاة السنة البعدية مع الفريضة في الصلاة، وصيام شعبان مثل صلاة السنة القبلية مع الفريضة، وهذا يسدُّ الخلل الذي يقع في الفريضة، ويدل على قبول صيام رمضان، لأن من علامة قبول الطاعة بعدها، ويدل أيضا على أن العبد لم يملَّ من الطاعة فبادر للصيام مرة أخرى بمجرد فطره يوم العيد، يوم الجائزة.

وأكد جمعة، أنه لا يشترط تتابعها، فيمكن توزيعها على شهر شوال في الإثنين والخميس أو في الأيام البيض وسط الشهر، وإن كانت المبادرة بها بعد العيد أفضل.

وفيما يخص نية صيام قضاء الأيام الواجبة من رمضان والستة أيام من شوال، أوضح أنه إن استطاع المسلم قضاء ما عليه من رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل؛ لحديث: "دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى" متفق عليه، ويمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية، ويحصل بذلك على الأجرين، والأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء بشرط الانتهاء من أيام القضاء قبل حلول رمضان التالي.

ولفت مفتي الديار السابق، إلى أن نية صيام الستة الأيام يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها، ما لم يكن أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بعامة، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر.


مواضيع متعلقة