«آل زلفة»: تعيين الأمير محمد ولياً للعهد إشارة لـ«الدوحة» بأن «العزم» سيكون أقوى ضد سياساتها

كتب: محمد حسن عامر

«آل زلفة»: تعيين الأمير محمد ولياً للعهد إشارة لـ«الدوحة» بأن «العزم» سيكون أقوى ضد سياساتها

«آل زلفة»: تعيين الأمير محمد ولياً للعهد إشارة لـ«الدوحة» بأن «العزم» سيكون أقوى ضد سياساتها

اعتبر عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، الأمر الملكى السعودى بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد خطوة كانت متوقعة، لكن توقيتها مفاجئ، إذ إنها تأتى فى توقيت صعب من أزمات فى المنطقة والأزمة القطرية.

وقال المحلل السياسى السعودى، فى حوار لـ«الوطن»، إن «طريقة مبايعة الأمير محمد بن نايف للأمير محمد بن سلمان كانت حضارية، وتعكس أن الرهانات على وجود خلافات داخل الأسرة الحاكمة السعودية فاشلة»، مؤكداً أن تعيين «بن سلمان» رسالة إلى قطر بأن «العزم» سيكون أقوى ضد سياساتها.

{long_qoute_1}

■ بداية، ما رأيك فى الأمر الملكى بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وباقى القرارات الملكية؟

- أعتقد أن هذه الأوامر الملكية هى إعادة لترتيب البيت الحاكم السعودى بطريقة حضارية، كما شاهدناها فى تقديم البيعة من الأمير محمد بن نايف ولى العهد السابق إلى ولى العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان، واتفاق الأسرة الحاكمة على ما تم الإعلان عنه بأغلبية ساحقة من خلال هيئة البيعة، وما يرونه فى ذلك من مصلحة للوطن، مرت الأمور وتم الانتقال بطريقة سلسة وحضارية ولا إشكال فيها.

■ ماذا عن منصب ولى ولى العهد، هل ألغى هذا المنصب الذى تم استحداثه مؤخراً؟

- لا أدرى إذا كان هذا المنصب سيلغى أم سيؤجل البحث فيه أو من يتولاه، لكن بصفة عامة هذا المنصب لم يكن له وجود تاريخى فى المملكة العربية السعودية، منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود كان هناك الملك وولى العهد، واستمر هذا الأسلوب حتى آخر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. كان فى السابق يستعاض، أى عن منصب «ولى ولى العهد»، عن ذلك فى معرفة من سيئول إليه الحكم فى المملكة بحكم تراتبية السن بين أبناء المؤسس، وكانت التراتبية توعز بمن يتولى السلطة من خلال تعيين نائب رئيس الوزراء والنائب الثانى لرئيس الوزراء، ورئيس الوزراء يكون هو الملك، فلم يكن هناك منصب ولى ولى العهد فى أى فترة إلى أن تولى الملك عبدالله.

■ وما الأسباب فى وجهة نظرك التى تدفع العاهل السعودى لاتخاذ تلك القرارات المهمة فى هذا التوقيت؟

- التغيير كان متوقعاً، إنما التوقيت هو الذى كان مفاجئاً، ولكن ربما الحكومة أو الملك أو الأسرة الحاكمة فى المملكة يريدون أن يقوموا بمثل هذا الإجراء فى الأوقات الصعبة، وليس فقط بالانتظار إلى أوقات الهدوء أو الأوقات المناسبة أو الأوقات غير الصعبة. كانت هناك حملات سلبية على المملكة بأن هناك خلافات داخل الأسرة الحاكمة، وأن هناك صراعات أو من يقولون «حكم هرم» فى السعودية إلى آخره، ودعاية من هذا النوع خاصة من قطر وقناة «الجزيرة»، وحتى فى بعض الأوساط الغربية، أرادت الأسرة الحاكمة أن تثبت أن الخطوة الأولى كانت مع قدوم الملك سلمان ملكاً للسعودية القدوم بعدد من القيادات الشابة، والتى أدت دورها فى الفترة الماضية من خلال هذا التغيير، ومن ذلك إعلان حرب المساندة للشرعية فى اليمن فى وقت كان الناس يتحدثون عما سيحدث فى السعودية، وما زاد ذلك الحدث، أى قرار الحرب فى اليمن، السعودية إلا قوة، الآن هناك أزمات جديدة ومواجهات أخرى مع قطر وغيرها، والأزمات فى المنطقة، فبدا أن السعودية فى هذه الأوقات قادرة على التغيير لما تراه نافعاً ويصب فى اتجاه مجابهة التحديات.

■ ما تداعيات تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد على الأزمة المشتدة مع قطر؟

- تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد أعتقد أنها إشارة لقطر بأن العزم سيكون أقوى ضد سياساتها عما هو عليه أو ما كانوا يتوقعونه، وأن مراهناتهم بأنه سيكون هناك اختلافات وخلافات داخل الأسرة الحاكمة فى المملكة العربية السعودية، هى مجرد مراهنات فاشلة، ظهرت فى طريقة مبايعة الأمير محمد بن نايف للأمير محمد. الآن كما هو معروف عن الأمير محمد بن سلمان فهو الشخصية القوية فى المملكة، الآن بمبايعته ولياً للعهد، فإن الأسرة الحاكمة تقول نحن هنا معه، ومع الأمير القوى والحاسم للأمور كلها، ورسالة بأنه على من بنفسه شىء فليعِد حساباته.

■هل نرى قرارات أكثر قوة تجاه قطر؟

- أتوقع ذلك، وهى دعوة إلى «الدوحة» لإعادة حساباتها، أتصور ذلك.

■ وماذا عن تداعيات الأمر الملكى على الأزمة فى اليمن؟

- أعتقد أن الحرب فى اليمن هى مشروع الأمير محمد بن سلمان، وهو مشروع وطنى والأمير «محمد» لديه روح وطنية كبيرة، ولن يتراجع عن هذا المشروع الوطنى، بهدف أن تذهب جميع المخاوف التى تهدد أمن المملكة من وجود الحوثيين فى اليمن ومن يوالون إيران.


مواضيع متعلقة