ياسر المصرى: «الجماعة 2» سيمفونية عالمية.. وتعاملت مع قلقى من شخصية «عبدالناصر» بشكل إيجابى

ياسر المصرى: «الجماعة 2» سيمفونية عالمية.. وتعاملت مع قلقى من شخصية «عبدالناصر» بشكل إيجابى
- أحمد زكى
- الجزء الثانى
- الزعيم الراحل
- الساحة الفنية
- الشخصيات التاريخية
- الشيخ الباقورى
- الفترة الزمنية
- الفنان الأردنى
- المخرج شريف البندارى
- بشكل عام
- أحمد زكى
- الجزء الثانى
- الزعيم الراحل
- الساحة الفنية
- الشخصيات التاريخية
- الشيخ الباقورى
- الفترة الزمنية
- الفنان الأردنى
- المخرج شريف البندارى
- بشكل عام
ملامح حادة ممزوجة ببعض الشعيرات البيضاء تضفى عليها مزيداً من الحكمة، لتتناسب مع النبرات الرخيمة التى تليق بزعيم من طراز خاص، نتحدث عن الفنان الأردنى ياسر المصرى، الذى برع فى تجسيد شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» للمخرج شريف البندارى والكاتب وحيد حامد، حيث لفت الأنظار إليه بعد ما رسم للشخصية أبعاداً مختلفة، فى المسلسل الذى أثار جدلاً واسعاً منذ إذاعة حلقاته الأولى فى رمضان.
{long_qoute_1}
وتحدث ياسر المصرى لـ«الوطن»، عن دوره الذى اعتبره خطوة مهمة فى مشواره الفنى، كما ألقى الضوء على تحضيراته لشخصية «عبدالناصر»، حتى تخرج بشكل مختلف عما تم تقديمه من قبل، كما تطرق إلى خطته فى الوجود على الساحة الفنية فى مصر خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار.
■ كيف جاء ترشيحك لأداء شخصية جمال عبدالناصر فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟
- المشاركة فى عمل من كتابات وحيد حامد بمثابة شرف عظيم، المسلسل تجربة توافرت فيها العديد من العناصر المميزة، بالإضافة إلى المخرج شريف البندارى ووجود شركة إنتاج كبيرة، ولكن ترشيحى للدور جاء من خلال الكاتب وحيد حامد، بعد مناقشات وجلسات مع المخرج، بطبيعة الحال لم أكن أول اسم فى الترشيحات أو آخرها، وهو شىء متعارف عليه فى الساحة الفنية، ولكن كنت سعيداً بأن الظروف سمحت لى أن أؤدى شخصية «عبدالناصر» فى «الجماعة 2»، الذى كان بالطبع مسئولية كبيرة، ويعتبر من أهم الأدوار التى قدمتها فى مشوارى الفنى، حيث وجد «حامد» فى شخصى أبعاداً قريبة من «عبدالناصر»، وأتمنى أن أكون نجحت فى ذلك، لأن تجسيد الشخصية مسئولية كبيرة، خصوصاً أن العمل يحمل اسم كاتب كبير بحجم وحيد حامد.
■ هل كنت قلقاً من تقديم الشخصية، لا سيما أن الكاتب وحيد حامد قدمها ضمن سياق تاريخى اختلف عليه البعض؟
- الفنان دائماً يشعر بالقلق، لأن بداخله «ترمومتر» لا يهدأ داخل نطاق العمل، والزعيم جمال عبدالناصر من أهم وأصعب الشخصيات التى يمكن تقديمها فى الدراما، ولذلك تعاملت مع القلق بشكل إيجابى، وانعكس فى التحضير للدور والبحث الدائم والعمل بشكل مستمر على الشخصية واستحضار روحها، وكان المسلسل بمثابة سيمفونية كاملة لعمل عالمى وليس عربياً فقط، لأن الشخصيات التاريخية الموجودة ضمن العمل، سواء اختلف عليها المفكرون والمؤرخون فى وجهات النظر، فكلها تصب فى مصلحة البحث والجدل الدائم عن الحقيقة والقناعات، وحصلت على رد فعل من الشارع ومن الأدباء والمثقفين، وهذا النقاش الدائر يصب فى مصلحة الفن وتطوره، وكما يقول الكاتب وحيد حامد «الحقيقة هى التى تخلق جدلاً دائماً»، وهو قدم أفكاراً وحقائق خلقت جدلاً فى الوسط الإنسانى، حيث فتح باباً للقراءة فى التاريخ والاطلاع على المراجع، ونحن كممثلين نعتبر النص بمثابة تساؤلات يجب أن نجيب عنها، حتى نصل إلى أداء المشاهد والدور بشكل حقيقى.
{long_qoute_2}
■ كيف عملت على الشخصية لتصل إلى درجة من الاندماج معها؟
- استحضار شخصية «عبدالناصر» من كتابات وحيد حامد، ضخ لها دماء وروحاً جديدة، والعمل عليها تطلب أكثر من مرحلة، وكانت البداية مع قراءة النص والتعمق فيه أكثر من مرة، ثم البحث فى أعماق عبدالناصر والشخصيات الأخرى المرتبطة به فى الجزء الثانى من المسلسل، إلى جانب البحث النظرى من خلال بعض المراجع، وكل مقاطع الفيديو التى وفرتها شركة الإنتاج والمخرج شريف البندارى، وحاولت أن أبحث فى الفترة التاريخية الموجودة فى النص بالتحديد حتى أختصر من الزمن، بعد العمل على أدوات الصوت، ومشاهدة العديد من نجوم الفن الذين قدموا الشخصية، منهم أحمد زكى، مجدى كامل، جمال سليمان وخالد الصاوى، واطلعت على كل التجارب التى قدمت، حتى أستفيد منها لأنهم قدموا دراسة أدت إلى نجاحهم فى تقديم الشخصية، واخترت أن أجسدها كأنها تقدم لأول مرة، خصوصاً مع اختلاف النص أيضاً عن الأعمال السابقة، ما بين النقلات الزمنية وما بين تناول أحداث من زوايا مختلفة، لم يتم طرح الفترة التاريخية تلك بهذا العمق والتفرد والوعى، وهذا لا يقلل من قيمة الأعمال التى قُدمت من قبل.
■ ما الفترة الزمنية التى استغرقتها للعمل على الشخصية؟
- اقتصرت فترة التحضير على 40 يوماً، وهى كانت فترة قصيرة جداً، على الرغم من أنى طلبت 6 أشهر للاستعداد للشخصية، إلا أن وحيد حامد وشريف البندارى أقنعانى بخوض تجربة عميقة أدبياً وفكرياً وفنياً، خلال تلك الفترة التى أعتبرها محدودة، وساعدنى فى ذلك البحث فى عوالم بما يتناسب مع النص ومع رؤية المخرج، وما يتفق مع مشاعرى كممثل فى أداء الدور، بالإضافة إلى فريق عمل كامل من الممثلين، قدموا الدعم والمساندة اللازمة.
■ هل اقتصرت مرجعيتك على نص وحيد حامد، أم اعتمدت على مصادر أخرى فى دراسة الشخصية؟
- اعتمدت على بحث موسع وصل إلى 17 أو 18 ساعة فى اليوم، وكان يستغرق أحياناً أياماً متواصلة من العمل على دراسة الشخصية، ولم يقتصر بحثى فى المراجع التى تخص الفترة الزمنية والأحداث التاريخية الموجودة فى النص فحسب، بل تعمقت فى الشخصيات الأخرى التى تتداخل درامياً مع شخصية «عبدالناصر»، بحثت عن حسن الهضيبى، الشيخ الباقورى، سيد قطب وزينب الغزالى، بالإضافة إلى أعضاء مجلس قيادة الثورة، كان هناك اطلاع كبير عليها بما يتناسب مع الأحداث التاريخية الموجودة فى النص.
■ هناك خط فاصل بين التقليد والوصول إلى روح الشخصية، هل تطلب ذلك مجهوداً كبيراً؟
- كان هناك أكثر من خط للعمل عليه، ساعدنى فيه المخرج شريف البندارى، بالإضافة إلى جلسات عديدة مع يوسف نعمان مختص اللهجة، وأسامة بركات مدرب التمثيل، وحاولت الوصول إلى طبقة الصوت، وكانت هناك صعوبة فى تقليدها، على الرغم من دراستى للموسيقى، وعلى مدى 12 تجربة قُدمت شخصية جمال عبدالناصر سواء فى السينما أو التليفزيون، ولكن لم ينجح أحد فى الوصول إلى طبقة صوت الزعيم الراحل، ولكن كان الأساس استحضار الروح بجانب وجود أدوات الشخصية، وإتقان الحركات والتعبيرات الجسدية، وشريف البندارى ركز على عنصر مهم وهو الصدق الذى يتطلب الوصول إلى روح الشخصية، حيث تطلب ذلك مجهوداً كبيراً فى لغة الجسد، ولكن كل ذلك انعكس فى العيون التى لو كانت صادقة، ستصل بسهولة للجمهور، وسيدركون حجم المجهود المبذول ليس فى شخصية ناصر فقط، ولكن فى كل الشخصيات بداية من «صابرين» التى تعتبر مدرسة فى تأدية الشخصيات الصعبة والمركبة، وكان لمدير التصوير فكتور كريدى دور فى خلق جو للمسلسل والشخصيات، من مصادر إضاءة ساعدتنى على الدخول فى الشخصية بشكل مباشر.
■ هل شعرت بالقلق من مقارنة أدائك فى تجسيد «عبدالناصر»، بالأعمال الأخرى فى الدراما أو السينما؟
- لم يكن قلقاً أو توتراً بقدر ما كان حرصاً على شكل الشخصية، أنا أحب إغراق نفسى والتصوف والتجلى مع الشخصيات الصعبة المركبة، وكان بحثاً فى دائرة الاستفادة من تلك التجارب، وفى النهاية كممثل أقدم الشخصية كما لو أنها المرة الأولى التى يتم تقديمها على الشاشة، وبالتالى لم أكن خائفاً أو قلقاً من المقارنة، كل ممثل له أدواته ويحتاج إلى بذل مجهود هائل لأنها ليست شخصية عادية، وبالتالى استفدت من التجارب السابقة وصنعت روحاً أخرى للشخصية خاصة بالعمل.
■ ما التحديات التى واجهتك فى المسلسل؟
- الحفاظ على الشخصية وروح عبدالناصر أمام الكاميرا وأمام زملائى، حيث عشت مع الشخصية من أول يوم حتى نهاية التصوير، مع ضبط الإيقاع والحركة حتى فى حياتى الشخصية، محاولاً التماهى مع أسلوب جمال عبدالناصر، حتى فى حوارى الشخصى وهو ما تطلب مجهوداً كبيراً حتى الآن، حيث أحاول الخروج من الشخصية بشكل كبير، ولكن كان التحدى الأساسى هو الحفاظ على الخط الفاصل بين شخصيتى الحقيقية مع الناس، ومعايشة عبدالناصر فى العمل، وكان تحدياً كبيراً فى الفصل بينهما، والتحدى الثانى هو الوقوف أمام كوكبة من النجوم العباقرة، حيث لديهم جاهزية واحترافية عالية، حتى الشباب بذلوا مجهوداً جباراً، وهو ما فرض علىَّ تحدياً أن أكون على قدر المسئولية، أمام هؤلاء العباقرة المبدعين فى أدوارهم، وتحدياً داخلياً فى أن أكون عند حسن ظن الكاتب والمخرج.
■ ما أصعب المشاهد التى قدمتها خلال المسلسل؟
- محاولة اغتيال جمال عبدالناصر فى المنشية، ومشهد النهاية كانا الأصعب فى المسلسل، ولكن العمل بشكل عام فنياً من العيار الثقيل وصعب، حتى المشاهد الصامتة كانت بها لغة جسد وتعمق فى استحضار الروح، وطاقة إيجابية هائلة، ولم يكن هناك مشهد أو تفصيلة لم تكن صعبة، لأن العمل يحمل قيمة وفكراً ومن كتابة وحيد حامد، لذلك كل مشهد على درجة من الصعوبة، وبه أيضاً محبة وإقبال لخوض الشخصيات فى جنونها، جدالها ووعيها وانفعالاتها، وتقمصها بدرجة كبيرة.
■ كيف ترى تجربتك هذا العام مع الكاتب وحيد حامد؟
- لا أستطيع تقييم نفسى فى التجربة، ولكن فخور بالتعاون مع كوكبة هائلة من النجوم، وبكونى جزءاً من ذلك العمل، والظهور للجمهور بشخصية كبيرة فنياً وأدبياً وتاريخياً، وكنت أطمح فى أن أكون عند حسن ظن الجمهور، وتجسيدى لهذه الشخصية يضاف إلى تاريخى الفنى، وتشرفت بالعمل مع وحيد حامد الذى أكد أنه لا يوجد دور صغير أو كبير، بل يوجد ممثل كبير.
■ ألم تقلق من التعاون مع المخرج شريف البندارى فى أولى تجاربة التليفزيونية؟
- لم يكن هناك قلق أو تردد فى التعامل مع شريف البندارى، فهو الذى دعمنى فنياً وكنت متحمساً للتعاون معه، فهو يقدم مغامرة فنية يعلم أبعادها، ودرس تفاصيلها الخاصة، بداية من الممثلين والإضاءة، ولم أكن متأكداً من خوض التجربة بأدواتى كممثل، وهو الذى شجعنى، كما أصبحت بيننا صداقة على المستوى الشخصى منذ ذلك الوقت.