اللواء محمد الغبارى: نعيش «حرب استنزاف» جديدة لبناء الدولة

كتب: مروة عبدالله ومحمد مجدى

اللواء محمد الغبارى: نعيش «حرب استنزاف» جديدة لبناء الدولة

اللواء محمد الغبارى: نعيش «حرب استنزاف» جديدة لبناء الدولة

شبّه اللواء أركان حرب محمد الغبارى، مدير سلاح المدرعات، ومدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، الظروف الراهنة التى تواجهها مصر بـ«حرب استنزاف» تخوضها الدولة للنهوض بمصر من الهزائم التى لحقت بها من جرائم سلبيات فترة ما بعد «الربيع العربى»، والشرق الأوسط الجديد، موضحاً أن الدولة المصرية «عميقة وفتية»، وتستطيع أن تنهض من عثرتها بسهولة لتبنى الوطن.

■ تتزامن ذكرى النصر هذا العام مع ذكرى «النكسة».. فهل تستطيع مصر مواجهة التحديات الحالية وهزيمتها مثلما انتصرت على العدو من قبل؟

- بدايةً، فإن نكسة عام 1967، هى هزيمة مثل الهزيمة التى لحقت بنا بسبب خسائر ما بعد الربيع العربى، وخسائر مخطط الشرق الأوسط الجديد، وأنت حالياً تعيش فى حرب استنزاف لإعادة بناء قدرات الدولة، وتثبيت أركانها، ودفعها للانطلاق، وما أشبه اليوم بالبارحة.

{long_qoute_1}

■ لماذا؟

- لأن هناك تشابهات كثيرة بين ما عشناه خلال الفترة الماضية، وما حدث بعد «النكسة»؛ فالتدبير الذى خُطط لك لم تكن تقرأه، وهو ما تمثل فى خداع الحرب من جانب أمريكا وإسرائيل لاحتلال سيناء، مع عدم قراءة القيادة المصرية لفكرهم بسبب تورطها فى الأراضى اليمنية لأكثر من سنة، ووجود نحو 50% من قواتك المسلحة خارج أرضك فى حرب كنت مجبراً عليها رغم أنك لم تكن لتستطيع أن تفعل بها شيئاً رغم الإعلام الصاخب الذى صاحب تلك الفترة، كما أن واقع النكسة كان صعباً جداً على المصريين لأن الإعلام وضع لديهم آمالاً وطموحات كبيرة، ومناخاً غير ما تحقق على الأرض، وبالتالى كان الألم كبيراً.

■ مثل ماذا؟

- أول شىء كان ضرورياً، هو إعادة بناء القوات المسلحة، وهو ما شمل عدة نقاط فرعية مثل إعادة تسليح الجيش، وتغيير بعض نظم التسليح، وإعادة تنظيم القوات المسلحة بعمل تشكيلات جديدة وثابتة، وإعادة بناء مسرح العمليات لأن الدفاع حينها كان سيتم فى منطقة «غرب القناة»، وهو أمر كان جديداً علينا، كما كان علينا إعادة تأهيل أفراد الجيش بعد الهزيمة ليتحملوا مرارة الهزيمة ويستعدوا للانتصار، وجانب آخر يهمله كثيرون، وهو إعادة التأهيل النفسى للشعب، ليتقبل الهزيمة، ويصمد، ثم يتحول لروح معنوية تدافع عن الدولة فى «أكتوبر»، وهنا اكتملت حلقات قدرة المصريين على الصمود، لتبدأ معركة الاستنزاف التى لم نكن لنحقق النصر لولاها، ثم ننتصر، ونسترد أراضينا.

{long_qoute_2}

■ وفى رأيك.. هل هناك وجه شبه بين ما نعيشه حالياً.. وما انتصرت عليه الدولة قديماً؟

- السلبيات التى تمت بعد «الربيع العربى»، ومشروع «الشرق الأوسط الجديد» تساوى «هزيمة 67»، لأن العدو حقق النتائج التى يرجوها دون أن يدخل فى مواجهة مباشرة، حيث استخدم أدوات جديدة مثل الإرهاب، والحصار الاقتصادى، والحرب النفسية الموجهة ضدك، وهى خطط بدأت فى التسعينات، ولم تنفذ قبل بدء «الربيع العربى»، ولكننا بعد ثورة 30 يونيو، صححنا المسار، وبدأنا نحاول أن نخرج من «عنق الزجاجة» بأقل خسائر ممكنة.

{long_qoute_3}

■ وكيف ذلك؟

- عبر وضع خطة للتنمية، ومواجهة مشكلاتها، وإعادة تسليح الجيش، وتعديل السياسة الدفاعية لمصر طبقاً للموقف فى الشرق الأوسط وخروج سوريا من معادلة توازن القوى العسكرية بالمنطقة، وبالتالى اتجهت للتسليح الهجومى الذى لم تكن تمتلكه من قبل، وفى رأيى فإن مؤشر تحمل الشعب جزءاً من الإصلاح الاقتصادى مؤشر بأنه سيتجاوز المشاكل التى تواجهها مصر.

■ وكيف تصف الفترة التى تعيشها مصر حالياً؟

- نحن نعيش فى فترة أشبه بـ«حرب الاستنزاف»، لأننا نسعى لبناء أنفسنا، وإيقاع أكبر خسائر فى صفوف العدو، والعدو -هنا- مركب، من إرهاب دولى يوجه ضدك فى إطار حروب الجيل الرابع، وحرب نفسية تشكك فى كل ما تبنيه، وكل خطوة تتخذها نحو الأفضل، وأمراض اجتماعية منها البطالة، والمخدرات، والفساد، والرشاوى، وهنا أنت تخوض حرباً أشرس من حرب أكتوبر، لأنك وقتها كنت تواجه عدواً معروفاً، ولديك تقديرات عنه، ومن ثم تستطيع أن تضع الخطط لتنتصر عليه، ولكن الأمور حالياً أصعب.


مواضيع متعلقة