حرب الأيام الستة فى مذكرات قادة إسرائيل: هجوم مخطط واحتفالات عارمة.. وشماتة فى «عبدالناصر»

حرب الأيام الستة فى مذكرات قادة إسرائيل: هجوم مخطط واحتفالات عارمة.. وشماتة فى «عبدالناصر»
- إسرائيل ت
- الأرض المقدسة
- الأماكن العامة
- الاتحاد الوطنى
- البحر المتوسط
- الجبهة المصرية
- الدفاع الإسرائيلى
- الطائرات الحربية
- الطيران الإسرائيلى
- آذان
- إسرائيل ت
- الأرض المقدسة
- الأماكن العامة
- الاتحاد الوطنى
- البحر المتوسط
- الجبهة المصرية
- الدفاع الإسرائيلى
- الطائرات الحربية
- الطيران الإسرائيلى
- آذان
«حرب الأيام الستة»، كما يُطلقون عليها فى إسرائيل، كان لها طابع خاص لدى إسرائيل وقادتها الذين قاموا بالعديد من التجهيزات والتدريبات على خطة الهجوم على القوات المصرية، حتى يتسنى لهم إحداث شلل تام فى كل جبهات الدفاع، وحدث ما خططوا له وانتصروا على جميع الجبهات، وأكد القادة أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أخطأ فى توقع ذلك الهجوم على المستويين العسكرى والسياسى. رصدت «الوطن» تفاصيل هجوم القوات الإسرائيلية، وانتصارات جيش العدو، والاحتفالات التى عمت المناطق والقرى والمدن الإسرائيلية بعد الانتصار، وكيف كانت الحرب فى عيون قادة إسرائيل.
«لقد بدأت الحرب باكراً فى 5 حزيران (يونيو) يوم الاثنين، وعندما سمعنا صفارات الإنذار، أدركنا أن فترة الانتظار قد انتهت، مع العلم أنه لم يعلن للأمة عن ضربة إسرائيل المفاجئة إلا فى منتصف الليل، وطوال ذاك اليوم، كانت أسراب من طائراتنا تعبر المتوسط لتقصف قواعد الطائرات الحربية المصرية، والتى كانت على أهبة الاستعداد لإبادتنا»، هكذا بدأت جولدا مائير حديثها عن بداية اندلاع حرب 1967 -أو كما يطلقون عليها فى إسرائيل «حرب الأيام الستة»- فى يومياتها، التى تُرجمت ونُشرت فى كتاب بعنوان «يوميات قادة العدو.. الحقد»، صدر عام 1988، عن مكتبة مدبولى. وتضيف جولدا مائير: «خلال تلك الفترة كنا ننتظر ونتسقط الأخبار بآذان مشدودة إلى أجهزة الراديو التى كنا نحملها معنا أينما ذهبنا، ولكن لم نستطِع تبيان شىء غير الموسيقى والأغانى العبرية الحماسية، ومناداة الاحتياطيين ممن لم يُعبّأوا بعد».
{long_qoute_1}
وعقب علمها بانتصار إسرائيل قالت «مائير»: «أخيراً علمنا بنهاية الحرب واستسلام العرب خلال ست ساعات استغرقتها قواتنا الجوية لتعطيل 400 طائرة، منها تلك الجاثمة فوق المطارات الأردنية والسورية، وهكذا أصبحت قواتنا الجوية سيدة الأجواء من سيناء حتى سوريا، كذلك سقطت القدس العربية والمدينة القديمة ونحو نصف المملكة الأردنية».
وعن سعادتها الغامرة وشعورها بالنصر تقول «مائير» فى يومياتها: «لم يكن شعوراً بالنصر، بل موجاً عارماً من الآمال بنشوة الانتصار، بسعادتنا بعودة العيش المطمئن الهادئ الذى عم الأحياء اليهودية فى فلسطين، أحسسنا به فى كل نبض من حياتنا، لقد أخذت إسرائيل كلها نوعاً من العطلة استغرقت الصيف بكامله، ولا أظن أن عائلة واحدة لم تشعر بوجوب أخذ عطلة طويلة للذهاب إلى الأرض المقدسة التى طُردنا منها 20 عاماً، لقد تجمهر الناس فى القدس القديمة بين الركام، وأمام حائط المبكى راحوا يبكون ويصلون، ثم ذهبنا بالطبع إلى بيت لحم، وأريحا، والخليل، وغزة، وشرم الشيخ، لقد شارك الجميع بالاحتفالات، وطافت السيارات المحملة بالناس تجوب شوارع المدن، والتقينا السكان العرب وتحدثنا معهم وساعدناهم فى أمورهم وسهلنا لهم كل شىء خاصة فى بيع وشراء محاصيلهم محاولين نقل فرحتنا إليهم، وأننا نستطيع العيش مع بعضنا حياة طبيعية».
أما عن رؤيتها لرد فعل العرب عقب الهزيمة فى 1967 فتكتب «مائير»: «تجول العرب فى كل مكان فى (تل أبيب) وشاطئ المدن الساحلية وجلسوا فى المقاهى والأماكن العامة، وأظن أن العرب قد ذهبوا إلى مكة شاكرين الله لأنهم غُلبوا كى يستطيعوا تذوق طعم السلام، ومن زار البلاد فى صيف 1967 استطاع أن يشهد الفرحة التى سيطرت على اليهود وأثرت فى العرب، وكأن الناس خُلقوا من جديد».
وعلى الجانب العسكرى تحدث موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى فى تلك الفترة، من خلال يومياته التى تُرجمت فى كتاب «يوميات قادة العدو.. الفاشية» عن رؤيته لاستعدادات الجبهة المصرية، قائلاً: «كانت المواقع المصرية المحصنة سلسلة من الأجهزة الدفاعية، تمتد أحياناً على عمق يزيد على 30 كيلومتراً، وهى تتكون أساساً من تحصينات مجهزة بالمدفعية، وبالوسائل المضادة للمدرعات، وبرشاشات، وفسحات كافية لتحرك السيارات المصفحة، وهذه التحصينات كانت تحميها مواقع متقدمة، تشكل صوراً مصغرة للقواعد الكبيرة، وكانت تتوالى حتى القناة، على طول الطرقات، وتنهض، عند تشابكها، تحصينات، وقواعد عسكرية أخرى»، مضيفاً: «عشية هذه الحرب، التى أصبحت تعرف باسم حرب الأيام الستة، لم تكن تلك المواقع تضم قوات مصرية كبيرة فحسب، بل كانت تشكل نقاط تجمع فرق مدرعات ومشاة، جىء بها إلى سيناء فى الأسابيع الثلاثة الماضية».
ويشرح «ديان» خطة الهجوم قائلاً: «خطة الهجوم الإسرائيلى كانت تقضى بدخول القطاع الشمالى عبر رفح، ودخول القطاع الأوسط عبر أبى عجيلة، بحيث يقع الهجوم من اتجاهات غير متوقعة، ووفق تخطيطات غير منتظرة، مثل التقدم عبر الفجوات لإلهاء مؤخرة العدو، والقيام بهجمات سريعة باتجاه السويس، والاستيلاء، على طول الطريق، على قواعد عدوة، وإشغال القوات المدرعة العدوة، وقطع طرق الانسحاب أمام القوات، التى تكون قد بقيت فى سيناء، والاستيلاء على شرم الشيخ من ناحية طريقها البرية، لإنهاء الحصار المضروب على خليج العقبة». متابعاً على صفحات يومياته: «الهجوم على المصريين فى سيناء قامت به ثلاث مجموعات، يقودها الجنرالات: إسرائيل تل، وإرييل شارون، وإبراهام يوفى، تحت إمرة قائد القطاع الجنوبى، الجنرال يشاياكو (شايكة) غافيتش».
ويتحدث «دايان» عن بداية الهجوم قائلاً: «فى صبيحة الخامس من حزيران، وفيما كان الطيران الإسرائيلى يبدأ فى عملياته، كانت قوات تل -فى القطاع الشمالى وقوتها الضاربة تتألف من لواء مدرع بقيادة شيموئيل غوروديتش (غونين)- تدفع قوة مصرية إلى الهرب، وتخترق تحصينات رفح، وتطهر الطريق الساحلية، وتتابع طريقها لتصل، عند المغيب، إلى ضواحى العريش على شاطئ البحر المتوسط».
وعن طريق الاستيلاء على رفح يقول: «الاستيلاء على قاعدة رفح المحصنة اقتضى يوماً كاملاً من القتال العنيف، والمناورة، وهى بصورة كماشة، قام بها لواءان: قوات غونين المدرعة من الشمال، ومظليو رفول إيتان بالتعاون مع وحدة مشاة ووحدة مدرعة من الجنوب»، مضيفاً: «نفذت عملية الاختراق فى أقل من يومين، فتوافرت، أمام قواتنا، مساحات كافية للمناورة، فى مواجهة قوات العدو وتحصيناته وهى تتقدم باتجاه القناة».
«فى نهاية اليوم الثانى، بدأت القوات المصرية، فى المواقع غير المحاصرة، بالانسحاب، بناءً على أوامر القيادة فى القاهرة، ولما بلغنا أن حامية شرم الشيخ بدأت، هى الأخرى، تنسحب، قدمنا الموعد المحدد للاستيلاء على المدينة، بإرسال قوة مظليين، من غير أن نترقب أن يعمد المشاة إلى قطع الطريق عليها».. هكذا أوضح «دايان» كيفية دخول شرم الشيخ، أما عن شبه جزيرة سيناء فيتابع: «احتلال شبه جزيرة سيناء احتلالاً كاملاً، تم يوم السبت، 10 حزيران «يونيو»، عندما التقت وحداتنا، الآتية من رأس سدر، والمتجهة جنوباً، مع المظليين المتحركين من شرم الشيخ، باتجاه الجنوب، فى أبى زنيمة، وهى قرية صيادين صغيرة، وكانت تلك القوات قد استولت، فى طريقها، على الطور، وعلى حقول النفط فى أبى رديس».
وعن رؤيته للرئيس الراحل جمال عبدالناصر يقول: «فى نهاية أربعة أيام من المعارك الدامية، والانكسارات، والتجارب، سواء بالنسبة إلى الجنود أم إلى الضباط، على الصعيدين السياسى والعسكرى، قبل عبدالناصر وقف القتال، الذى بدأ تطبيقه فى ساعة متأخرة من يونيو 8 حزيران، وكان عبدالناصر قد أخطأ فى تقدير نوايا إسرائيل، فبالرغم من وضوح الأدلة، لم يدرك أننا كنا مصممين على الرد على إغلاق المضايق، خصوصاً بعد تشكيل حكومة الاتحاد الوطنى، فبخلاف ذلك، كانت القاهرة مقتنعة بأن إسرائيل لن تتجرأ على النزول إلى الميدان، أما انفجار الحرب، فقد سمعه عبدالناصر بأذنيه، عندما بدأ الهجوم الجوى على مطارات القاهرة».
ويتابع «وزير الدفاع الإسرائيلى» فى يومياته: «قيادة عبدالناصر العسكرية، لم تتمكن من تقدير الخطة العسكرية الإسرائيلية بعد بدء الحرب، كما أنها لم تتوصل إلى تقدير صحيح لما كان يجرى فى الميدان، وفى أكثر الأحيان، لم تعرف بما كان يحدث، إلا بعد فوات الأوان، وأخيراً، فإنها لم تجد الليونة اللازمة، بعد الضربة، التى شكلها الهجوم الجوى الإسرائيلى، فكانت صدمة نفسية أكثر منها قتالية، فإن كان صحيحاً أن إسرائيل حققت السيطرة على الأجواء، فالصحيح أيضاً أن المدن المصرية لم تُضرب، وأن الوحدات المدرعة المصرية فى سيناء كان يسعها أن تقاتل، حتى دون غطاء جوى».