وثائق: مصر خططت لقصف مفاعل "ديمونة" بـ40 مقاتلة في 1967

كتب: محمد الليثي

وثائق: مصر خططت لقصف مفاعل "ديمونة" بـ40 مقاتلة في 1967

وثائق: مصر خططت لقصف مفاعل "ديمونة" بـ40 مقاتلة في 1967

{long_qoute_1}

نشر مركز "وودرو ويلسون" الأمريكي، اليوم، عدة وثائق تفيد بأن مصر خططت للهجوم على مفاعل "ديمونة، الإسرائيلي أثناء حرب 1967 بـ"40 مقاتلة مصرية"، إلا أن ذلك لم يحدث في النهاية، كاشفًا عن الكواليس في مجلس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، والإجراءات الإسرائيلية التي اتخذتها.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه بعد كشف صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إسرائيل فكرت في حرب 1967 لضرب سيناء بقنبلة ذرية لردع مصر التي كانت تخطط لقصف مفاعل "ديمونة" الإسرائيلي، فإن وثائق ولقاءات تم نشرها على موقع معهد أبحاث الأسلحة النووية في العاصمة الأمريكية "واشنطن"، وصفت التفاصيل والتي بدأت بطلعة مصرية على مفاعل ديمونة في مايو 1967، وخوف من القيادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه في ذلك الوقت، رئيس العمليات "عيزر وايزمان" قال إن المؤشرات تدل على أن مصر ستهاجم مفاعل ديمونة بـ40 طائرة، وربما كانت في تلك الليلة (قبل أسبوعين من اندلاع الحرب).وتلك الوثائق تعود إلى الدكتور أفنير كوهين، مؤلف كتاب "إسرائيل والقنبلة" والذي كشف ذلك في الموقع الإلكتروني لمركز "وودرو ويلسون".

تكشف الوثائق، أنه في يوم 16 مايو، بعد يومين من بدء الحشد العسكري المصري، نُشرت تقارير على تمرير قنابل من طراز "يوشن 28" إلى سيناء، وعندها قال رئيس الأركان في هذه الفترة، إسحاق رابين، إن "ديمونة قد يكون هدفًا".

وفي اليوم التالي، "رابين" ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أهارون يريف" أطلعوا لجنة الشؤون الخارجية والأمنية، أن طائرتين من طراز "ميج 21" مصريتان حلقوا فوق مفاعل ديمونة، وبعد ذلك تسللوا إلى إسرائيل على ارتفاعات عالية من الأردن، وسارعت طائرات الجيش الإسرائيلي لاعتراضها، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك نظرًا للارتفاع التي تطير عليه الميج، ولم تتم الموافقة آنذاك للقوات الجوية الإسرائيلية عبور الحدود إلى سيناء.

ووفقًا للوثائق التي تم نشرها، الطيار مقاتل "إبراهام سلمون" والذي أسقط، سرد في لقاء اعتراض يوم 18 مايو قائلًا: "ركضنا للطائرات، وخلال 53 ثانية طوينا العجل، وقالوا لنا أن نعترض طائرة على ارتفاع 60 ألف قدم تحق في الغرب، ولم يكن هناك فرصة للوصول إليها على هذا الارتفاع، وكان على ديمونة".

وبحسب ما نشرته "يديعوت"، فإن رحلات التصوير فوق مفاعل ديمونة أقنعت القادة الإسرائيليين أن المشكلة جادة وحقيقية، وفي الليلة نفسها قرر رئيس الحكومة الإسرائيلي، ليفي أشكول، ورئيس الأركان رابين، رفع درجة الاستعداد لسلاح الجو الإسرائيلي، ونشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، ورفع المستوى الأمني حول مفاعل ديمونة، ولم يسمح للقوات الجوية عبور الحدود من أجل مواصلة طائرات الميج، مشيرة إلى أنه في اجتماع هيئة الأركان في 19 مايو عرض قائد الاستخبارات العسكرية يريف أربع إستراتيجيات مصرية، بما في ذلك هجوم جوي على مفاعل "ديمونة".

طلعة التصوير الأخرى على مفاعل ديمونة كان في ظهر يوم 26 مايو، وخلال اجتماع لجنة الوزراء لشؤون الأمن في "تل أبيب"، يكتب الدكتور كوهين، أنه "قبل يوم كان هناك خوف كبير من هجوم مصري مفاجئ على ديمونة وقواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وهناك علامات أن يحدث ذلك الهجوم في أي لحظة"، وفي رد على ذلك أرسل "أشكول" رسالتين لوزير الخارجية الإسرائيلي، أبا إيبان، إلى واشنطن، واحدة منهم لحث الحكومة الإمريكية لتنقل فورًا إلى مصر تحذير أن كل هجوم على إسرائيل تراه هجوم على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

ووفقًا لوثائق نُشرت مؤخرًا بمناسبة الذكرى الـ50 لحرب 1967، قال "رابين" في الاجتماع إن أربعة من طراز "ميج 21" اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي على ارتفاعات، وغادر "رابين" الغرفة للحصول على معلومات كاملة ثم عاد مرة أخرى إلى مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن سلاح الجو حاولت اعتراضها عند عودتهم إلى سيناء لكنها فشلنت.

وبعد ذلك بدقائق طلب "رابين" من رئيس الحكومة التشاور معه بشكل خاص ومع اللواء "عيزر فايتسمان"، وأطلع "أشكول" بالمعلومات الحديثة، والمخابرات الإسرائيلية تقلت معلومات عن "رسالة غريبة ومقلقة متعلقة بالتعاون بين مقاتلات وقاذفات"، وأضاف "رابين" أنه يمكن أن تكون ذات صلة بهجوم جوي متكامل على ديمونة، وقال فايتسمان إن "المؤشرات تدل على أن مصر تخطط لمهاجمة مفاعل ديمونة بما لا يقل عن 40 طائرة، وذلك قد يكون الليلة".

وتحت عنوان جانبي "أربعة طائرات عبروا سماء إسرائيل"، نقلت الصحيفة أن أشكول عاد إلى جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، لكنه لم يكشف أمام الوزراء كل المعلومات التي حصل عليها، وقال لهم إن المعلومات عن حادث جوي سيتم نقله للأمريكيين، ولكن دون أن يقول لهم أن الحادث فوق ديمونة، وبعد ذلك بعقود كشف الوزير موشيه كارمل، عضو الكابينت الإسرائيلي آنذاك، "الصدمة" بأن طائرات مصرية حلقت على مفاعل ديمونة.

وبعد 3 ساعات ومشاركة رئيس الوزراء أشكول في اجتماع آخر، مع لجنة الخارجية والأمن، أطلع رئيس الحكومية الحاضرين فيما يتعلق بالطائرات المصرية التي حلقت على ديمونة.

ووفقًا للصحيفة، فعلى عكس الوثائق الإسرائيلية، إن الوثائق المصرية، السياسية والعسكرية، على حد سواء، فإن تقديرات الدكتور كوهين أنه -بعد لقاءات مع مصر في السر- يتضح أن التقديرات الإسرائيلية من 25 مايو، والتي وفقًا لقها أن الهجوم المصري من شأنه أن يحدث بصورة فورية، كان أساس قوي في الواقع.

وعلى حد أقواله، التقدير أن مصر خططت بالفعل لهجوم جوي في الساعات الأولى من 27 مايو، وكانت الأهداف المركزية قواعد سلاح الجو الإسرائيلي وربما مفاعل ديمونة، ووفقًا لبعض شهادات كبار المسئولين المصريين، لقد أتخذ هذا الأمر، ولكن تم إلغاؤه، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري جمال عبدالناصر اضطر لإلغاء الخطة في اللحظة الأخيرة بعد التهديد المباشر من الرئيس الأمريكي «ليندون جونسون» الذي قال إن هجوم مثل هذا يعد «انتحار» وتحذير للسوفيتيين، بحسب الصحيفة.

 

 

 


مواضيع متعلقة