الجمعيات الخيرية تعانى والفقراء يستغيثون: رمضان شهر الخير.. طب وباقى السنة؟

الجمعيات الخيرية تعانى والفقراء يستغيثون: رمضان شهر الخير.. طب وباقى السنة؟
- الجمعيات الخيرية
- الحمد لله
- النبى محمد
- بطن البقر
- توك توك
- شهر رمضان
- شوارع الدقى
- عمل الخير
- عمل خير
- فى رمضان
- الجمعيات الخيرية
- الحمد لله
- النبى محمد
- بطن البقر
- توك توك
- شهر رمضان
- شوارع الدقى
- عمل الخير
- عمل خير
- فى رمضان
رمضان هو شهر الخير بالنسبة للكثيرين، يجدون فيه ما لا يجدونه طوال العام، نظرة حانية.. يد تساعد.. شنطة مليئة بالطعام وخير يستمر 30 يوماً، ولكن بمجرد انتهائه، تتوقف حياة البسطاء مرة أخرى أو تسير ببطء شديد، تختفى البهجة ويزيد الاحتياج فيدقون هم الأبواب، ويمدون الأيادى للقريب.. لينتهى شهر الفرح، الكرم، والخير، وتعود المعاناة من جديد متسائلين: «أين الكرماء وأصحاب الخير.. ولماذا يختفون بعد رمضان؟».
«أهو كله عايز يستغل الفرصة ويكسب ثواب فى رمضان»، كلمات عبدالنبى محمد، أحد سكان منطقة كفر غطاطى فى الجيزة، يعمل الرجل الأربعينى على توك توك ويحاول تسديد أقساطه، بالإضافة إلى مصاريف زوجته وأولاده الثلاثة، يعانى طوال العام، الدخل قليل والمعاناة كبيرة، وفاعلو الخير قلة، بمجرد اقتراب شهر رمضان، يفرح مؤقتاً: «بنشوف حاجات مابنشوفهاش طول السنة، اللحمة اللى مابدخلهاش بيتى، بدوقها أنا وعيالى».
كل عام يخدم «عبدالنبى» فى موائد الرحمن، يساعد البسطاء الذين يشعر بهم لأنه جزء منهم: «باكل فى الموائد أنا وعيالى وبيجيلى شنطة والله بتنفعنى قوى»، يوجه «عبدالنبى» رسالة للقادرين: «الثواب طول السنة مش فى رمضان بس، والمحتاج موجود فى 12 شهر، مش فى تلاتين يوم».
أما فاطمة، الشهيرة بـ«أم شيماء»، فتحمد الله على الشنطة التى تأتيها فى رمضان، وكأنها الفرج الذى أتى بعد شهور عجاف، تفتحها بلهفة وتنظر داخلها، وتهرول بعدها لبيتها بمنطقة بطن البقرة لتحاول إسعاد زوجها حسنين عبدالمجيد، الغفير المصاب بالجلطة وراتبه 200 جنيه أسبوعياً: «شنطة رمضان أحسن من مفيش ما إحنا طول السنة قاعدين محدش بيجيبلنا حاجة، ومحدش بيسأل على حد إلا فى رمضان».
كلما قربت أيام الشهر على الانتهاء، تنظر «فاطمة» إلى فوارغ الشنطة، تحسبها: «طب باقى السنة الناس بتكون فين، لا فيه معاش ولا حاجة، الدنيا بتخرب، يا ناس المفروض المساعدة والنظرة للغلابة طول السنة»، تقولها بحزن، وتحكى عن عدم قدرتها على الذهاب للطبيب بسبب المصاريف: «ولا قادرة أشتغل، ظروفنا تعبانة وجوزى مش قادرة أجيبله حقن، الحمد لله».
بفرحة كبيرة تستقبل كريمة حسين شنط الخير، تردد عند تسلمها: «ده شهر الخير والرحمة والناس متعودة تطلع الصدقة فيه». بينما تقدم العذر للناس، وتؤكد أن السبب فى ذلك هو الغلاء، وعدم استطاعة المواطن عمل الخير طوال العام: «نقطة ضعف الناس هى الأسعار، واللى فى مقدرتهم بيعملوه فى رمضان، بيتاجروا مع ربنا عشان عايزين الجنة وربنا يرحمهم».
صابر طايع على، يرى خيراً كثيراً كلما اقترب شهر رمضان، تأتيه أكثر من شنطة تحمل له الخير وذلك أثناء قيامه بتنظيف أحد شوارع الدقى: «فى رمضان بيجيلى شنطة واتنين وتلاتة، باقى السنة ربنا موجود، ياريت يكون الاهتمام فى السنة كلها لأن الناس محتاجة، الدنيا غالية».
يأتى رمضان بالخير الوفير ولكن بعده يشعر البسطاء بفارق كبير، يذهبون إلى الجمعيات الخيرية، يؤكدون أن المساعدات قلّت، على الرغم من احتياجاتهم، وهو ما أكدته جيهان الشناوى، مسئولة إحدى الجمعيات الخيرية بمنطقة مصر الجديدة: «فعلاً ناس بتيجى، خاصة بعد رمضان بـ20 يوم كده، لما تكون الدنيا وقعت معاهم خالص، والسبب فى ده إن الناس بتركز على التبرعات والصدقات فى رمضان».
ترى «جيهان» أن الجمعيات تواجه مشكلة طوال العام، بسبب التركيز على الشهر الكريم: «فيه روحانيات فى رمضان، فالناس بتعمل بكل طاقتها فيه، لكن قبله وبعده بيكون فيه مشكلة، ياريت فعلاً الناس تعمل خير طول السنة». هناك أوقات يحتاج فيها البسطاء للتبرعات، أكثر من رمضان، منها وقت دخول المدارس، الشتاء وملابسه.