"رجال يصنعون الأمل".. عربيان يفوزان بمليون درهم من العمل الخيري

"رجال يصنعون الأمل".. عربيان يفوزان بمليون درهم من العمل الخيري
من وسط اليأس المميت، وتحت القنابل التي تمطر سماء ثلثي الوطن العربي فتدمي قلبه، وتقتلع حجره وبشره، وتشيع في أرجاءه الموت والخراب، يلوح أملٌ بحياة ممكنة، أمل متدثِّر ببعض البياض، يسارع لانتشال بقايا روح أو أنفاس لاهثة من تحت الأنقاض.. هؤلاء هم الرجال الذين يصنعون الأمل في الوطن العربي الذي أصبح بحاجة لصناع أمل ينشرون الخير في أرجائه.
وعلى قدر احتياج الوطن العربي للخير، فهو بحاجة ماسة أيضًا لمن ينقض على الحياة، فينتشلها من بين ركام الأنقاض ويلملم بقايا نزيف الدماء الذي لوَّن أراضي سوريا الجريحة، والذي رفع لواءه رجال الدفاع المدني السوري الذي تأسس في 2013، ليعيد بعض من الأمل لمنطقة حلب وريفها قبل أن يمتد ليشمل مختلف مناطق الصراع في سوريا.
ومنذ تأسيسه، تطوع تحت رايته ما يقارب الـ 25 ناشطًا ممن وهبوا حياتهم لإنقاذ من هم في مرمى القصف العنيف الذي تعرضت لهم مدينتهم، ومع مرور الوقت تزايد عدد المتطوعين ليصل إلى ثلاثة آلاف متطوع، مجتمعين تحت رمز "الخوذة البيضاء" والتي عملت كالسحر الأسود الذي نقلهم إلى مواقع القصف، لينبشوا بأيديهم في أطلال البيوت التي دُكت عن أي نبضة أو حياة تعيد بعضًا من الروح لذويهم.
كل ذلك وأكثر دفع الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، لمنحهم جائزة قدرها مليون درهم مع أربعة مشاركين آخرين من خلال مبادرة صُنّاع الأمل التي انطلقت دورتها الأولى في فبراير من العام الجاري، والتي تهدف إلى ترسيخ عمل الخير والعطاء على كافة المستويات، فهي واحدة من بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والتي لاقت تفاعلًا واسعًا على منصّات وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
أما "هشام الذهبي" العراقي والذي فاز هو الآخر بالجائزة، فيعد خير نموذج للكلمة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد المبادرة "الحظ لا يصنع الرجال، الرجال يصنعون الحظ"، فقد سعى "الذهبي" لصناعة الأمل منذ نعومة أظافره، لتتوالى الأيام ليقرر في عام 2004 أن يفتح بيته وقلبه لأطفال الشوارع في العراق، ليثبت للعالم أن هؤلاء الأطفال ضحايا وليسوا جناة.
وليثبت للعالم صحة اعتقاده، أسس "الذهبي" البيت العراقي للإبداع ليجمع فيه 33 طفلًا يستعدون ليلحقون بـ150 آخرين تخرجوا من كنفه، وانطلقوا في مسيرة النجاح، ليحوزوا على أكثر من 50 جائزة عراقية و28 جائزة عالمية.