الأب «بطرس دانيال»: رمضان شهر التنافس من أجل الحب

09:01 م | الأربعاء 31 مايو 2017

الشمس محرقة والعطش قد نال من الجندى وهو ثابت فى مكانه يؤدى واجبه المقدس تجاه الوطن.. يعد الدقائق المتبقية على مدفع الإفطار.. وإذا بزميله قادماً وعلى وجهه ابتسامة عريضة، روح يا دفعة ريح شوية وافطر مع أصحابك وأنا هقف مكانك الساعة دى.

مشهد اعتاد أن يتكرر مع الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما، أثناء خدمته بالقوات المسلحة المصرية، «فى نص الشهر قائد الكتيبة طلبنى، فأنا خفت يكون فيه حاجة غلط أنا عملتها.. لكنه سألنى انت بتعمل كده ليه، قلت له أنا بعمل كدا من قلبى ومقتنع بهذا لأن زميلى من حقه يرتاح شوية بعد يوم طويل من الصيام والعطش». لم يكن من قائد الكتيبة إلا أن يضرب المثل بهذا الجندى ويأمر بحسن معاملته من جميع أفراد الكتيبة.

ويستمر الأب فى سرد مشواره مع شهر رمضان: «بعد ما خلصت جيش ولحد دلوقتى لازم أقدم خدمة رمضان بطريقة جميلة، كنا بنعمل إفطار رمضانى ندعوا فيه شخصيات عامة، ولكن من أربع سنين قررنا نعمل حاجة جديدة؛ بنروح مستشفى 57 عند الأطفال مرضى السرطان نلعب معاهم ونجيب لهم فوانيس لأنهم محرومين بسبب المرض إنهم ميفرحوش برمضان أو بالعيد زى باقى الأطفال».

وعلاقة «دانيال» برمضان تتعدى هذه المواقف ويتجلى ذلك عندما يقول عنه: «شهر فيه قرب جداً لربنا، مليان صلوات وجماله فى أصوات التراويح والأجواء الروحانية اللى بتكون فيه.. مش كده وبس.. كمان المسلسلات اللى كنت بسمعها زمان كانت قليلة فكنا نتنقل من الفوازير لمسلسل لبرامج الإذاعة الجميلة، شهر ليه رونق خاص، ومن أكتر الشهور اللى بتقرب المصريين لبعض.. بشوفهم يتسارعوا إنهم يظهروا المحبة لبعضهم ويتسابقوا مين اللى يكون أكرم من التانى.. أنا بكون فرحان جداً بهذا الأمر لأن المصريين يعيشونه كنسيج واحد.. ممكن نسميه شهر التنافس من أجل الحب».

تشعر خلال حديث الرجل عن رمضان أنه يتحدث عن محبوبته؛ يطرق قليلاً ليسترجع ذكريات الطفولة عائداً إلى الإسكندرية: «فى بيتنا القديم اللى اتولدت واتربيت فيه كان صاحب البيت بيعزمنا فى رمضان على الفطار، واحنا فى الأعياد عندنا كنا بنعزمه.