«الوطن» فى «الجزيرة الخضراء».. قرية الموت بـ «السرطان وفيروس سى»

06:46 م | الثلاثاء 23 مايو 2017

5 كيلومترات هى المسافة الفاصلة بين مشروع الاستزراع السمكى الذى سوف يفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأسابيع المقبلة وبين المعاناة التى يعيشها أهالى قريتَى معدية رشيد والجنايدة التابعتين للوحدة المحلية للجزيرة الخضراء بمدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بعد وفاة 7 حالات بمرض السرطان وانتشار المرض بين العشرات من أهالى القرية، واكتشاف المئات من أهالى القريتين إصابتهم بفيروس «سى» خلال الحملات الصحية التى نظمتها المحافظة خلال الأيام السابقة.

«الوطن» زارت القريتين ورصدت العديد من حالات الإصابة بمرضى السرطان وفيروس «سى»، ورغم توصلنا إلى أهالى الحالات التى توفيت فى الأيام السابقة متأثرة بمرض السرطان ورفضهم التحدث عن الموضوع، فإننا استطعنا الوصول إلى حالات مصابة بمرض السرطان وحالات أخرى مصابة بفيروس «سى» لكشف معاناتهم ومطالبتهم بإنقاذهم من الموت.

الأهالى يُرجعون السبب إلى زيادة نسبة التلوث فى قراهم نتيجة وجود فرع ترعة الرشيدية القديمة داخل الكتلة السكنية والتى تحولت إلى مقلب للقمامة ومكان رئيسى لصرف مياه البيوت من الصرف الصحى لعدم وجود صرف صحى بقرى المدينة بأكملها وإهمال تطهير وتنظيف فرع الترعة القديمة التى تروى 150 فداناً زراعياً مقابل الاهتمام بتنظيف وتطهير فرع الترعة الجديدة المواجهة لمشروع الاستزراع السمكى الذى سوف يفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأسابيع المقبلة، فضلاً عن أن ماسورة مياه الشرب التى تمدهم بالمياه ما زالت مصنوعة من مادة «الاسبستوس» المحرمة دولياً.

منظمة الصحة العالمية تقول إن السرطان ينشأ عن تحوّل الخلايا العادية إلى أخرى ورمية نتيجة تغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل جينية وعوامل مادية مسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة، والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الاسبستوس ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوّثات مياه الشرب)، والعوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات. الواقع يؤكد أن هناك المئات من أهالى القريتين يريدون تدخلاً عاجلاً وفورياً من رئيس الجمهورية لإنقاذهم والاستجابة لمطالبهم بمساعدتهم فى إدخال مشروع الصرف الصحى للقرية وتوفير خدمات صحية لهم وتغطية الترعة الرشيدية القديمة وماسورة مياه الشرب التى لم تتغير منذ أن أدخلها الرئيس جمال عبدالناصر لهم.